إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.
هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.
حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور
هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.
يونان – نبي النهضة!JONAH – THE PROPHET OF REVIVAL! د. ر. ل. هايمرز، الابن "وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ: قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي" (يونان ١: ١، ٢). |
كان لا بد لسفر يونان أن يُكتب من يونان النبي ذاته. أقول ذلك لأنه يكشف أفكار يونان وصلواته والتي لم يكن ممكنا لأحد أن يعرفها سوى يونان نفسه. حقيقة أن يونان شخصية تاريخية نجدها في سفر ٢ملوك ١٤: ٢٤- ٢٥ حين دعاه المعلمين القدامى "يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ النَّبِيِّ الَّذِي مِنْ جَتَّ حَافَرَ" (٢ملوك ١٤: ٢٥). الرب يسوع المسيح ذاته تكلم عن يونان كنبي تاريخي. رجاء افتحوا كتبكم المقدسة على متى ١٢: ٣٩- ٤١. رجاء الوقوف بينما أقرأ ما قاله يسوع عن يونان،
"فَقَالَ لَهُمْ: جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!" (متى ١٢: ٣٩- ٤١).
ابقوا واقفين وافتحوا كتبكم على لوقا ١١: ٢٩- ٣٠
"وَفِيمَا كَانَ الْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ ابْتَدَأَ يَقُولُ: «هَذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى كَذَلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً لِهَذَا الْجِيلِ" (لوقا ١١: ٢٩- ٣٠).
تفضلوا بالجلوس.
لذا ٢ملوك ١٤: ٢٥ يبين لنا المعلومات التاريخية عن يونان. ولوقا ١١: ٢٩- ٣٠ يرينا ما قاله يسوع المسيح عن يونان إنه آية. ومتى ١٢: ٣٩- ٤١ يرينا قيامة يونان كآية لدفن المسيح وقيامته في اليوم الثالث بعد دفنه. لذا فالعهد القديم يسجل يونان كشخص حقيقي، والمسيح ذاته يقول لنا إن موت يونان وقيامته كانا نبوة عن موت المسيح ذاته وقيامته.
السير وينستون تشرشل قال عن حق، "نظل غير مقتنعين بما كتبه الأستاذ جرادجرند والدكتور دراياسدست. يمكننا أن نتأكد أن كل هذه الأمور حدثت كما هي مكتوبة في الكتاب المقدس." (اقتبسها د. فرنون ماك جي، عبر الكتاب المقدس، الجزء الثالث، مذكرة عن يونان، المقدمة ص ٧٣٨).
+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
عظاتنا موجودة على هاتفك الخلوي الآن.
اذهب إلى WWW.SERMONSFORTHEWORLD.COM
انقر على الزر الأخضر الذي عليه كلمة "APP"
اتبع التعليمات التي تظهر لك
+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
١. أولا، دعوة يونان.
"وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ: قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا..." (يونان ١: ١، ٢).
آية ٣،
"فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ... مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ" (يونان ١: ٣).أنا أفهم هذ الرجل، يونان. لذا سفر يونان من أكثر الأسفار المحببة إليَّ في العهد القديم. هرب يونان من وجه الرب. أنا لم أفعل ذلك. لقد دُعيت أن أكون مرسلا. لكني كنت طالبا ضعيف المستوى وعرفت أنني لن أتخرج من الجامعة. لكني شعرت مثل يونان على أية حال. عرفت أنني مدعو لكني حاولت الهروب من وجه الرب خوفا من الرسوب في الجامعة. كان الله يطلب مني أمرا مستحيلا.
قال لي أحد الطلبة الشباب في كلية اللاهوت، "لا أستطيع الخروج للخدمة لأنني أعلم إني سوف أصطدم وأحترق." كان يخاف الفشل في الخدمة. وأنا فكرت في ذلك أيضا، ثم قلت، "لقد اصطدمت واحترقت مرات عديدة حتى إنني لا أخاف ذلك بعد."
إنه الخوف هو الذي يعيق رجل مدعو للخدمة. دائما يكون الخوف من أمر ما. هذا الشاب كان ناجحا في كل ما كان يفعل – لكنه خاف من الخدمة. قال عنه أخوه الأصغر، "أخي يستطيع أن يفعل أي شيء." لكنه لم يستطع التغلب على الخوف من "الاصطدام والاحتراق." لقد كان طويلا ممشوقا ناجحا بامتياز وموهوبا في الوعظ. لكنه هرب من وجه الرب لأنه خاف!
أيها الشباب، دعوني أقول لكم شيئا تعلمته في الحياة. "يمكنكم أن تعملوا أي شيء يدعوكم الرب له – أي شيء!" يقول الكتاب المقدس، "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي ٤: ١٣). ولأني عشت هذه الآية، أعلم أنها حقيقية. ها أنا في العام الثمانين من عمري، منتصرا على السرطان، وعندي روماتويد في ركبتيَّ، ولكني لست خائفا برغم أن اثنين من الأشرار أخذا ثلاثة أرباع أعضاء الكنيسة ومضيا في انقسام بشع علينا. مع هذا أنا في هدوء كطفل صغير في ذراعي أمه. هل أنا خائف؟ بأمانة، ليس لدي ذرة من الخوف! كانت جدتي تقول لي، "لا يوجد شيء يخيفك سوى الخوف ذاته،" وهي مقولة سمعتها من الرئيس فرانكلن روزفلت أثناء الكساد الاقتصادي الكبير. وأنا وجدت أن جدتي على حق
!وجدت أيضا أنه لا يمكنك الهرب "من وجه الرب." لماذا؟ لأن الله يذهب معك حيثما تذهب – هذا هو السبب! يمكنك أن تهرب مثلما فعل يونان، إلى ترشيش. لكن الله هناك تماما كما هو في وطنك! والله لن يدع واعظا يفلت بلا صراع كبير.
كنت أعرف شخصا مدمنا للخمر. علمت بعدها أنه كان يشرب بشراهة ليصد عن ذهنه أن الله دعاه، وأنه كان خائفا من تلبية دعوة الله لحياته، فكان يسكر كل ليلة ليهرب من الخوف. كان اسمه جون برش، وقد كان زميلا لي في كلية اللاهوت، يخرج ويدخل من بيت الطلبة سكرانا!
أعرف رجلا آخر اسمه ألان. لقد قدت ألان للمسيح ولكن كان الأمر صعبا جدا. لماذا؟ لقد كان آلان يخاف أنه لو نال الخلاص سوف يضطر إلى الذهاب إلى السماء! لماذا كان يخاف من الذهاب إلى السماء؟ قال لي يوما ما، "لأني سوف أضطر لرؤية أبي مرة أخرى وهو غاضب مني جدا لأني لم أذهب لدراسة اللاهوت كي أصبح واعظا مشيخيا مثله." ألان كان قد ناهز الستين من العمر. لقد كان يحضر الكنيسة المشيخية كل أحد، ويخاف أن ينال الخلاص بسبب أبيه الميت الغاضب عليه في السماء! كان يتعذب بهذه الفكرة لأكثر من أربعين عاما. لكني استطعت أن أقنعه أن أبيه [القس الأستاذ بلاك] سوف يبتسم ويحضنه، مثلما فعل الأب مع الابن الضال، بعد رجوع الابن إلى البيت. كان ألان أول شخص أقوده للمسيح!
حينما كنت في كلية اللاهوت، نالت الخلاص شابة جامعية في أحد اجتماعاتنا. كانت شابة خجولة ولكني لاحظت أنها مضطربة فذهبت لكي أتكلم معها. قالت، "أنا خائفة أن أقول لأمي إني نلت الخلاص." قلت لها، "اذهبي قولي لها. لن تغضب." لكني كنت مخطئا. حينما علمت أمها بخلاصها، طردتها من المنزل. رأيت الفتاة تبكي. فقلت لها، "دعيني أذهب وأتكلم مع أمك." ارتديت بدلة وربطة عنق وذهبت لأقابل المرأة. حين عرفت من أنا بدأت في الصراخ في وجهي. في النهاية استطعت الجلوس في غرفة المعيشة وقلت، "ألن تدعي ابنتك تعود إلى البيت؟" قالت، "كنت أقبلها وهي زانية ومدمنة على المخدرات. لكنها الآن مسيحية! وأنا لن أدعها تدخل بيتي ثانية."
الفتاة المسكينة انتقلت لتعيش في بيت أناس من الكنيسة ووجدت عملا وانتهت من دراستها. في النهاية تزوجت رجلا مؤمنا رائعا. على حد علمي لم تحضر أمها زفافها. هذه الأسرة الصغيرة ذهبت للإرسالية في إحدى دول أوربا. نحن نرسل لهم مالا كل شهر لمساعدتهم.
يوما ما سمعت أن الجرائد تراكمت عند باب بيت أمها. وكسر البوليس الباب ودخل ليجد الأم ملقاة على الأرض ميتة وفي يدها زجاجة خمر نصف ملآنة!
يا للدموع التي ذرفتها الفتاة لتصبح مسيحية ومرسلة! لكنها أحبت يسوع لدرجة أنها تغلبت على مخاوفها وتبعت الرب إلى حقل الإرسالية! وكانت روحها مستيقظة لتسمع ما قاله لها يسوع وتطيع ما قاله.
قفوا وافتحوا كتبكم المقدسة على متى ١٠: ٣٤- ٣٩.
"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (متى ١٠: ٣٤- ٣٩).
تفضلوا بالجلوس.
أنا أعلم أن هناك البعض منكم له أبوين سيفعلا كل ما بوسعهما لكي يجعلاك تترك كنيستنا. تذكروا شجاعة هذه الفتاة وتمثلوا بها. إن فعلتم مثلها سوف يغضبا جدا عليكم – لفترة. لكن حين يروا حياتكم الصالحة سوف يأتون إلى الكنيسة معكم في النهاية – في المستقبل. لكن لا بد أن يكون لك الإيمان لتبعية المسيح، حتى لو لم يقبلانك أبدا! لا تكن مثل يونان وتحاول الهرب من وجه الرب!!!
في الكنيسة الصينية كان لدي صديقين اسمهما بين وجاك. كان بين متمردا على د. لين. في النهاية هرب مع صديقته ولم أره بعدها ثانية. لكن جاك درس ليصبح كيميائيا ولكنه لم يحب دراسته، فذهب إلى كلية لاهوت تالبوت وأصبح واعظا. كان صديقا مقربا لي، وكنت صديق العريس في حفل زفافه. لقد آمن بالمسيح في أحد اجتماعاتنا. ثم كتب، "بعدها بسنين أثمر ذلك في إيمان أبي وأمي... أنا شهدت أبي يتدرب ويخدم في مدارس الأحد، ليؤثر في حياة الطلبة ويسهم في نمو الكنيسة."
٢. ثانيا، ضيق يونان
"فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحاً شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ" (يونان ١: ٣- ٤).
انظروا، لقد عرف يونان أن العاصفة كانت من الرب.
"فَقَالَ لَهُمْ: خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هَذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ" (يونان ١: ١٢).
في النهاية، أخذ البحارة يونان وطرحوه في البحر، فسكن البحر من هيجانه.
"وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ" (يونان ١: ١٧- ٢: ١).
كنت أجد صعوبة في تصديق هذا في البداية. لكن بعد ذلك رأيت هذه الحادثة كرمز ليسوع، الذي مات على الصليب، ودُفن ثم قام من الأموات.
بعد ذلك قرأت ما قاله د. م. ديهان عن يونان والحوت. قال د. ديهان إن يونان كان ميتا داخل الحوت. قال د. فرنون ماك جي،
هذا سفر نبوي عن القيامة. الرب يسوع ذاته قال، كما أن يونان كان أية لأهل نينوى، يمكنه أن يكون آية لهذا الجيل في قيامته من الأموات... سفر يونان الصغير يوضح ويُعلم عن قيامة الرب يسوع (عبر الكتاب، مذكرة عن قيامة يونان من الأموات، الجزء الثالث، ص ٧٣٩).
انظر يونان ١: ١٧.
"وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ" (يونان ١: ١٧).
الآن انظر إلى أهم كلمات في سفر يونان. آخر كلمتين في يونان ٢: ٩،
"لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ" (يونان ٢: ٩).دعوني أتوقف هنا لكي أعرض أفكاري الخاصة عن ضيقة يونان داخل الحوت.
بينما كنت أقرأ سفر يونان منذ عدة ليالي، أذهلني شيء لم يخطر على بالي من قبل. من الشائع أن نظن أن النهضات تشتعل بشيء يحدث من الخارج. كثير من الوعاظ المشهورين يقولون إن فيروس كورونا سوف "يشعل" نهضة. أنا لا أصدق هذا بالمرة!!! هذه فكرة من فيني وهي ليست حقيقية بالمرة.
لكن ها حقيقة صادقة عن النهضة – إنها "تشتعل" (أنا أكره الكلمات التي يستخدمها الكارزين الأحداث اليوم) – النهضة "تشتعل" بالرب ذاته، "لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ" (يونان ٢: ٩).
لكن هذا ما رأيت بوضوح منذ عدة ليالي - في القراءة عن النهضات الكبيرة عبر التاريخ، نكتشف أن كل النهضات الكبيرة بدأت بمرور قادتها بضيقات. سأذكر بعض الذين تبادروا إلى ذهني.
جون ويسلي – أنا أذكر مجرد بعض الضيقات التي مر بها قبل الصحوة الكبرى الأولي. لقد كان فاشلا كمرسل في جورجيا. لقد اختبر صراعات مع الأرواح الشريرة. قارب الموت. كسر صديقه جورج وايتفيلد الصداقة والشركة معه. افتُري عليه من طائفته. افتُري عليه في كنيسة أبيه ومُنع من التناول من قِبل الراعي. تزوج بامرأة نتفت شعره ثم تركته. ثم اختبر ويسلي الخمسين. بعد كل هذا الضيق، اختبر الخمسين. آلاف من الناس وقفوا في الصقيع ليسمعوه يعظ. شهد محامي الملك عن حياته وأعماله قائلا: "قالت إحدى دور النشر إن جون ويسلي من أقوى الوعاظ منذ أيام الرسل."
ماري منسن: - لقد بدأت تصوم وتصلي من أجل النهضة في الصين. شدها الشيطان إلى الأرض والتف حولها مثل الحية الكبيرة. مضت بلا سند أو مساعدة، وحيدة، مرسلة غير متزوجة تصلي من أجل نهضة عظيمة ما زالت مشتعلة إلى اليوم في كنائس البيوت بالصين.
جوناثان جوفورث – ذهب هو وزوجته إلى الصين حيث تألما كثيرا. أربعة من أطفاله ماتوا. قارب السيد جوفورث نفسه الموت مرتين. لقد وضع أطفاله الموتى في عربة صغيرة وسافر بهم ١٢ ساعة حتى يدفنهم بطريقة مسيحية. أتمنى لو كان لديَّ الوقت كي أخبركم كيف عانت السيدة جوفورث وأولادها. حين ماتت طفلتهما كونستانس، قالت، "جسد طفلتنا كونستانس موضوع إلى جانب قبر أخواتها يوم عيد ميلادها ١٣ أكتوبر ١٩٠٢."
حينها فقط حلت النهضة على اجتماعات جوفورث. مُنحت فرصة للصلاة. قالت السيدة جوفورث، "لقد أتت بمفاجأة وقوة الرعد... فقد كانت هنا مع عاصفة الصلاة. لم يكن شيء يوقفها، ولا محاولة لذلك... حين أتى الرجال والنساء تحت قوة الله... بعضهم كان قد تاه بعيدا عن الله، الآن يأتون معترفين جهارا بذنوبهم... لم يكن هناك تشويش. كان الجمع كله متحدا في الصلاة... كنا نذهب إلى الاجتماعات مباشرة بعد الصلاة ويا للفرح والمجد الذي كنا نختبره!... كنا فقط نحني رؤوسنا ونسمع صوت الله يقول لنا، "اهدأوا واعلموا إني أنا الله." الآن علمنا أنه "ليس بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود."
جموع كبيرة، أكثر من ٧٠٠، كانوا يحتشدون في الأمام للاعتراف بخطاياهم... كان يصعب جدا إنهاء الاجتماعات. كان الاجتماع يستمر ثلاث ساعات. في الحقيقة كانت الاجتماعات تستمر طوال اليوم... رسالة قصيرة كان يلقيها جوفورث ويذهب من هذه البداية إلى أمر أفضل في خبرة كل نفس موجودة. كان هؤلاء مشيخيين متشددين، متحفظين، يطلبون الله، راجين رحمته... كان هناك واعظ مشيخي قوي وُجد بعدها وحيدا بغرفته يبكي بحرقة في ألم." قالت السيدة جوفورث، "هذه الصلوات – في بساطتها وإيمانها! لقد كان الوجود في هذا الجو ملهِما!"
"كان المرسلون القوقازيون يشتركون مع إخوتهم الصينيين في الاعتراف بخطاياهم وأخطائهم ونقائصهم. كان وقت يجتمع فيه الكل معا – الصينيون مع الصينيين، والمرسلون مع الصينيين، وكان الكل متحدا معا في المسيح. والمسيح كان يقول لنا جميعا "لكي يكون الكل واحدا... أنا فيهم وأنت فيَّ، لكي يكونوا مكمَّلين إلى واحد."
لقد كان لنا بعض الاجتماعات في كنيستنا السابقة والتي بدت من الخارج مثل اجتماعات د. جوفورث في الصين. أنا قلت "من الخارج" عن قصد. لكن معظم "القادة" في كنيستنا كانوا يكذبون على الله حين اعترفوا بخطاياهم. لذا، كما قال د. توزر، عملوا شرين – شر الكذب، وشر الكذب باسم الله! كذب كريجتون على د. كاجان حين قال إنه لا يحتاج أن "يعظ" كي يشعر "بالاكتفاء." لذا أصبح هذا الرجل الحزين مثل يهوذا، الذي خان المسيح، بدلا من بطرس الذي تاب توبة حقيقية.
النهضة الحقيقية التي حدثت مع جوناثان جوفورث كانت مثل النهضة الحقيقية التي شهدتها أنا مع د. تيموثي لين في الكنيسة المعمدانية الصينية الأولى في أواخر الستينيات، حيث لم يكن التركيز على "مواهب الروح" – لكن على التوبة الصادقة والصلاة. مع الأسف يبدو لي أن "التبكيت والتوبة" كانا مجرد عواطف – ليست صادقة. وما زال يذهلني أن الرجال مثل كريجتون وجريفيث ظنا أن بإمكانهم أن يخدعا الله!!! يا للعمى!!!
بينما كنت أكتب هذه العظة في حمام منزلي منذ بضع ليالي، كنت جالسا على طرف البانيو ثم وقعت على ظهري وصدمت رأسي في قاع البانيو. هناك وأنا على الأرض ورجليَّ مرفوعتين إلى أعلى، حاولت القيام ولكني عجزت. ظننت أن رقبتي انكسرت ولكني حاولت تحريك أصابع قدميَّ فتحركت وحينها علمت أني لم أكسر عمودي الفقري.
حين كنت واقعا في هذا الوضع المأسوي، قال لي إبليس إننا لن نشهد نهضة حقيقية. حينها أراني الله أن أعظم النهضات في التاريخ تلت أوقات اختبار شديد مثلما حدث مع ويسلي وماري منسن وجوناثان جوفورث وآخرين مثل جون سونج، ومثل يونان في بطن الحوت، قبل أن يأتمنهم الله على نهضات عظيمة. هل يمكن أن يكون لنا نهضة عظيمة الآن؟ ربما. لكن لا بد أن نكون مخلصين جدا وأمناء جدا وإلا لن يرسل الله نهضة حقيقية البعض منا صلى لأجلها بحرارة شديدة لسنوات طويلة!
مثل يونان، ظل القس ريتشارد وومبراند في بطن الحوت ١٤ عاما في سجون الشيوعية. قضى ثلاثا من تلك السنين في الحبس الانفرادي لم ير فيها أحدا سوى معذبيه. لماذا ترك الله وومبراند يمر بكل هذا؟ إذا قرأت كتبه سترى كيف استخدم الله زنزانته ليعلمه كيف يكون محبا مخلصا. أنا لم أقابل شخصا مخلصا مثل ريتشارد وومبراند. لقد تعلم في الحبس الانفرادي أن يتكلم بإخلاص مع العالم كله حين خرج من السجن. الصغراء مثل كريجتون وجريفيث لم يكونا مخلصين أبدا. لقد كذبا على الله. لقد اعترفا بخطايا لم تعن شيئا بالنسبة لهما.
من السهل أن ترى أن جون ويسلي وماري منسن وجوناثان جوفورث كانوا جادين وليسوا عابثين. وهكذا كان يونان!
قال د. أ. و. توزر، "إن كنا حمقى حتى نفعل ذلك، قد نقضي السنة نستجدي من الله بلا جدوى أن يرسل النهضة، بينما لا نرى متطلباته ونستمر في كسر وصاياه. أو يمكنا أن نبدأ الآن في الطاعة ونتعلم بركات الطاعة. كلمة الله أمامنا، لا بد أن نقرأ وننفذ المكتوب فيها وستأتي النهضة بشكل طبيعي مثلما يأتي الحصاد بعد الزرع" ("ماذا عن النهضة؟ - الجزء الأول"). الإخلاص هو ما يبحث الله عنه!
(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"
هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.
ملخص العظة يونان – نبي النهضة! JONAH – THE PROPHET OF REVIVAL! د. ر. ل. هايمرز، الابن "وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ: قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي" (يونان ١: ١، ٢). (٢ملوك ١٤: ٢٥؛ متى ١٢: ٣٩- ٤١؛ لوقا ١١: ٢٩- ٣٠) ١. أولا، دعوة يونان، يونان ١: ١، ٢، ٣؛ فيلبي ٤: ١٢؛ متى ١٠: ٣٤- ٣٩. ٢. ثانيا، ضيقة يونان، يونان ١: ٣- ٤، ١٢؛ ١: ١٧- ٢: ١؛ ١: ١٧؛ ٢: ٩. |