إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.
هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.
حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور
هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.
هيرودس ويوحناHEROD AND JOHN د. ر. ل. هايمرز، الابن عظة ألقيت بالخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس "لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ فَعَلَ كَثِيراً وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ" (مرقس ٦: ٢٠). |
إن قصة الملك هيرودس ويوحنا المعمدان واحدة من المآسي الكبيرة في الكتاب المقدس وفي التاريخ. كان يوحنا المعمدان شابا كارزا ناريا. لقد وقف ضد الملك هيرودس – الملك المتذبذب الضعيف الإرادة. لقد أراد أن يطيع يوحنا. لقد أراد أن يكون له سلام مع الله. ولكن ضعفه وتذبذبه قاده للحطام – وإلى قتل يوحنا المعمدان، إذ في النهاية قطع هيرودس رأس يوحنا!
حين أقرأ عن الملك هيرودس أتأسف عليه. ثم أغضب عليه. لقد كان أحمق. لقد أوشك أن يخلص ولكنه لم ينل الخلاص. لقد أوشك أن يتغير ولكنه ذهب إلى الجحيم. حين أفكر في هيرودس أتذكر الترنيمة التي رنمها الأخ جريفيث وتسري في نفسي قشعريرة،
على وشك الاقتناع الآن أن يؤمن؛
على وشك الاقتناع أن يَقبل المسيح؛
على وشك الاقتناع، على وشك لكنه أخفق!
يا للحزن ويا لصرخة العويل، على وشك لكنه هلك!
("على وشك الاقتناع!" تأليف فيليب ب. بليس، ١٨٣٨ - ١٨٧٦).
على وشك الاقتناع! يا للحزن ويا لصرخة العويل –
على وشك لكنه هلك!
إن قصة هيرودس ويوحنا المعمدان تبين لنا عدة حقائق مسيحية عظيمة.
أولا، رسالة الخلاص دائما تتطلب منك اتخاذ قرار. بالنسبة لنا كلمة "قرار" تبدو سيئة – كما في "القرارية." لكن "القرارية" سيئة فقط لأن معظم الناس يتخذون قرارا خاطئا! كان بإمكان هيرودس أن يتخذ قرارا صائبا لكنه تردد ولم يتخذ موقفا من الحق الذي كرز به له يوحنا المعمدان. أوضح شيء في كرازة يوحنا كان تحديه لاتخاذ القرار. كان يكرز بالتوبة ويطلب قرارا من سامعيه. كان يكرز بقوة حتى كانت الجموع تصرخ، "مَاذَا نَفْعَلُ؟" (لوقا ٣: ١٠). حين أتى يسوع كان يكرز بنفس الطريقة. كان يمنح سامعيه اختيارين فقط، إما السماء أو الجحيم، الطريق الواسع المؤدي إلى الهلاك أوالطريق الضيق المؤدي إلى الحياة. البيت المبني على الرمال أو البيت المبني على الصخر. الله أو المال. كان على الناس أن يقوموا باختيار في صف من ينضمون، في صف المسيح أم ضده. كانت كرازة تتطلب من الناس موقفا إما معه أو ضده. وقد كانت هذه هي نفس الطريقة التي كرز بها بطرس في يوم الخمسين. طلب بطرس منهم اتخاذ قرار، وتجاوب الناس، "مَاذَا نَصْنَعُ؟" (أعمال ٢: ٣٧). في آخر أصحاح في سفر الأعمال، قسمت كرازة بولس الجمع إلى فرقتين، "اقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ بِمَا قِيلَ وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا" (أعمال ٢٨: ٢٤). كان لا بد أن يتخذوا قرارا! في كل نهضة على مدار التاريخ المسيحي، كرز الناس بهذه الطريقة، الذين سمعوهم كان عليهم اتخاذ قرار!
اليوم نسمع نوع كرازة مختلف. لا توجد أي متطلبات. بعض الوعاظ يدعون الناس بلطف أن يأتوا كي يُشفوا. والبعض يقص لهم القصص الناعمة المعزية. وآخرون يعطون شرحا جافا كالتراب للكتاب المقدس بدون كفارة الدم. أين النار؟ أين التحدي؟ لا عجب أن الشباب يهربون من كنائسنا كأسراب الحمام! معظم الوعظ اليوم بلا قيمة كالنفاية. قصة هيرودس ويوحنا المعمدان تبين لنا عدم قيمة هذا النوع من الوعظ. إنه يذكرنا أن المسيح يتطلب قرارا. بالمناسبة، هل اتخذت قرارا؟ هل أثر هذا القرار في حياتك؟ هل غيَّرك؟
هيرودس "سَمِعَهُ بِسُرُورٍ." كان هيرودس معجبا بالواعظ وكان يستمتع بسماعه يعظ، لكنه لم يتأثر البتة. أنا لا أحب أن يأتي الناس ويمدحوا عظتي وينعتوها بالعظيمة. لا يأتيني الفرح بسبب هذا. أنا فقط أفرح حين أرى شخصا يقرر أن يتوب عن خطيته ويرتمي على نعمة يسوع. الشيء الوحيد الذي يرضيني هو أن يقرر أحد بشكل قاطع أن يؤمن بيسوع ويتغير وتتغير حياته بحق. هذا هو الاختبار إن كان وعظي مؤيدا ببركة الرب! الأمر ليس أنكم تستمتعون بوعظي، ولا حتى إن كان يزعجكم ولا إن كنتم مُعجبون بي ويعجبكم وعظي أم لا. الاختبار هو – هل قادكم وعظي إلى اتخاذ قرار، فعل محدد للإيمان بالمسيح من كل القلب والحياة؟ قال أحدهم، "ماذا يطلبون مني أكثر؟" المسيح يريد كل حياتك ـ بجملتها!
لكن يوجد أمر مؤسف يخص هيرودس أو أمثاله. لقد أوشك أن يتخذ القرار. كان شبه مقتنع أن يؤمن بالمسيح ويصير مؤمنا حقيقيا. يا له من أمر مؤسف حين يحدث ذلك مع أناس مثل هيرودس. يأتون إلى الكنيسة، يسمعوننا نعظ، يتأثرون عاطفيا، يشعرون أنه لا بد أن يؤمنوا بيسوع، يقولون إنهم يريدون أن يتبعوا يسوع لكنهم لا يفعلون. بدلا من الإيمان بيسوع يبحثون عن شعور يثبت أنهم تبعوا يسوع. هذا لن يحدث أبدا! أبدا! أبدا! لمَ لا؟ كيف يمكنك أن "تشعر" أنك تؤمن به قبل أن تؤمن به؟ هراء! الطريقة الوحيدة التي بها يمكنك أن تثق به هو أن تثق به بدلا من البحث عن شعور. أنت على بعد خطوة واحدة من الإيمان به، ولكنك لا تفعل. كم غريب أنت. أنت تأتي أحدا تلو الآخر ولكنك ترفض أن تثق بالمخلص. أنت أيضا تأتي لتتكلم معنا بعد الخدمة – ولكن ليست لك النية أن تؤمن به. أنا أسألك، "هل وضعت ثقتك به؟" تقول، "لا." تقول "لا" بقوة – وكأنك متأكد من أنك لم تفعل. لماذا أنت متأكد هكذا؟ لا بد أن السبب هو أنك تبحث عن شعور أو آخر! لا بد أن هذا هو السبب! لكن دعوني أن أكون صريحا جدا معكم. هذا "الشعور" الذي تبحث عنه شيطان! إبليس يلقي بهذا الشيطان أمام ذهنك. "لا بد أن يكون لدي هذا الشعور. أريد هذا الشعور بشدة. لن أرضى بدون هذا الشعور!" حين تكون تحت لعنة الشيطان، تكون أسيرا له – سيمنحك هذا الشعور! أنت ستُفتن بهذا الشعور وتُقيد به بدرجة تجعلك لا تنال الخلاص أبدا! هذا الشيطان "الشعور" سوف يكون محبوبا منك، بل وصنم لك. حين يحدث ذلك ستكون تحت لعنة قوية تمنعك من أن تثق بيسوع الحقيقي الذي مات على الصليب كي يخلصك! ويستدرجك هذا الشيطان، شيطان الشعور، نزولا، مقيدا، مستعبدا إلى الجحيم. أكاد أسمع شيطان الشعور يضحك ساخرا منك! "أمسكت بك! أمسكت بك الآن! أنت الآن عبدي في الجحيم إلى الأبد!" لا تبتسم. ملايين من الناس يظنون أن لديهم الروح القدس – بينما في الحقيقة أن ما لديهم هو شيطان. بدلا من أن يكونوا ممتلئين بالروح هو مسكونين بالشياطين! أنا أحذر كل شخص فيكم يبحث عن شعور يثبت له أنه نال الخلاص ـ أنا أحذركم! أنتم تلعبون بالسحر! أنتم تلعبون بالنار! تخلصوا من شيطان "الشعور" وارتموا على يسوع، ابن الله، الذي سفك دمه ومات على الصليب كي يخلصكم!
هناك وعاظ يصبحون مصادر للعبودية. أعرف وعاظا جذبوا الناس إلى أنفسهم ووعدوهم بالخلاص، مع أن ما يفعلونه شيطاني. كانوا يربطون أتباعهم بأنفسهم بدلا من المسيح. لا أضع يوحنا المعمدان ضمن هؤلاء بأي حال من الأحوال.
وضع هيرودس يوحنا في السجن، لأن زوجته هيروديا كانت تكره يوحنا لأنه لقبها بالزانية. "هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ." كان يرى يوحنا قديسا. وذهب هيرودس ليرى يوحنا في السجن عدة مرات. يقول النص، "وَكَانَ يَحْفَظُهُ." هذا يعني أن هيرودس حفظه سالما. لقد كان يعلم أن هناك أمرا مقدسا غير معتاد فيما يخص يوحنا. "وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ." لقد كان مثل كثيرين ممن يعبدون القديسين. هم يعلمون أن القديس رجل تقي، مثل القديس أغسطينوس. قد يقرأون ويتأملون في كلمات القديس، ولكنهم لا يضعون ثقتهم بالمسيح مع أن القديس يوصيهم بذلك. أظن أن هيرودس كان ينظر ليوحنا كما ينظر الكاثوليك للقديسين. "سمعه بسرور." ولكن هذا لم يساعده!
كان هيرودس ينزل إلى السجن ليزور يوحنا، وكان عالم أن هذا يسيء زوجته، ولكنه ظل يذهب. كان منجذبا إلى هناك. كان يشعر بشيء يجذبه إلى هناك، شيء لا يُقاوم. حين كان يذهب ليسمع يوحنا كان يسمعه بسرور. لقد جذبه الروح القدس ليسمع النبي. كثيرون يأتون إلى الكنيسة لنفس السبب. إنهم يحبون التواجد في الكنيسة برغم أن العظة تدينهم. لكنهم لا يخضعون للمسيح. لقد أوشك هيرودس أن يتغير، ولكنه لم يتغير أبدا. ولماذا قطع هيرودس رأس يوحنا المعمدان بعد ذلك؟ كيف يمكننا أن نفهم هذا الرجل، هيرودس؟
بسبب كرازة يوحنا، شعر هيرودس بحضور وقوة الله. كان يعلم أن يوحنا على حق، ومع هذا لم يخضع للمسيح. فهم أن يوحنا كان يكرز له، لكنه لم يثق بالمسيح. ظل يتعلم ويتعلم ولكنه لم يتخذ القرار بالإيمان يقينا بيسوع أبدا. لم يرد أن يغير حياته إذ كان لا بد من أن ينفصل عن تلك المرأة الشريرة هيروديا. كان سوف يغير أمورا في حياته. كثير من الشباب الشرقيين هكذا. أولياء أمورهم تركوهم يأتون إلى كنيستنا ولكنهم لا يوافقون تماما على ما نعظ به. يظنون أننا متشددون بشكل زائد. يأتي أولادهم إلى كنيستنا – ولكنهم يأتون رغما عنهم. هل هذا حالك أنت؟ هل تظن عائلتك أننا متشددون بشكل زائد؟ هم يدعونكم تأتون ولكنهم ينتقدوننا حين يتكلمون معكم. هم يوصونكم ألا تقضوا أوقاتا طويلة في الكنيسة. هم يقولون أشياء مثل، "هل لا بد أن تقضوا كل هذا الوقت هنا؟" وهذا يمزقكم بين العائلة وهذه الكنيسة. أنتم تعلمون أننا على حق، ولكنكم تريدون إرضاء أبويكم. تخافون أن تنحازوا لنا، وتقفون ضد أبويكم غير المؤمنين. هم ينسون ما قاله يسوع، "مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (متى ١٠: ٣٧). كان هيرودس يريد أن يصير مؤمنا ولكنه كان أيضا يريد أن يرضي هيروديا. يقول الكتاب المقدس، "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" (يعقوب ١: ٨). قال د. تشارلز ت. رايري، " الرجل ذو الرأيين هو رجل منقسم الولاء" (الكتاب المقدس الدراسي رايري). أليست هذه مشكلة هيرودس؟ كان يريد أن يصير مؤمنا وفي نفس الوقت يريد أن يرضي هيروديا. لقد كان ذا رأيين، لذا لم يستطع أن يصبح مؤمنا حقيقيا.
مؤخرا كانت لدينا فتاة شرقية هكذا. كانت تريد أن ترضي أبويها غير المؤمنين. لكنها أيضا كانت تريد أن تصبح مؤمنة. كانت ممزقة بين الطرفين إلى أن أخيرا رأت أنها لا بد أن تأتي إلى يسوع بالكامل. قررت أن تمضي ضد أبويها وتأتي بالكامل إلى يسوع. في اللحظة التي فعلت ذلك تغيرت بالكامل. قررت أن تجعل يسوع ربا لحياتها. ذهب عنها كل التشويش والآن هي مؤمنة رائعة. لكن هيرودس لم يقرر بين يوحنا المعمدان وهيروديا، لذا لم يصبح مؤمنا حقيقيا أبدا. لقد مات وذهب إلى الجحيم. يقول الكتاب المقدس، "اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ" (يشوع ٢٤: ١٥). لا بد أن تختار بين أبويك غير المؤمنين والمسيح. لا بد أن تختار بين أصدقائك غير المؤمنين والمسيح. لا يوجد طريق آخر للخلاص والشهادة الواضحة للمسيح. لا تتردد مثل هيرودس. اختر المسيح والكنيسة. اتخذ قرارا قاطعا. "اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ." "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" (يعقوب ١: ٨). قال يسوع، "مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (متى ١٠: ٣٧).
ذهب هيرودس ليسمع يوحنا يعظ "وَإِذْ سَمِعَهُ فَعَلَ كَثِيراً." نعم، فعل كثيرا، كل شيء عدا الشيء الوحيد الأهم من كل شيء. لا شك إنه ترك بعض الخطايا. نعم، "فَعَلَ كَثِيراً،" ولكنه لم يفعل أبدا شيئا واحدا طلب منه يوحنا أن يفعله. لم يثق بالمسيح! أليس هذا هو السبب أنك أوشكت أن تكون مؤمنا؟ على وشك ولكنك لا زلت هالك! " كَثِيراً" ليس كافيا. قالت شابة، "ماذا يريدون أكثر من ذلك بعد؟" لقد كان لا بد أن تقول، "ماذا يريد الله بعد؟" لقد وعظ د. مارتن لويد جونز هذه العظة من قبل وأنا اقتبستها مع التعديل. قال د. لويد جونز، "ما هو الشيء الذي يمنعك؟ امتحن نفسك. كن حكيما واترك! ’كَثِيراً‘ ليس بالكفاية. الله يريد خضوعك الكامل، وليس فقط التخلي عن بعض الخطايا لكن إرادتك بالكامل،" كل حياتك لا بد أن تسلمها للمسيح! (د. مارتن لويد جونز، ماجستير في اللاهوت، "عدم إصابة الهدف").
بقي أمر واحد أريد أن أقوله. في عدد ٢٤، قالت هيروديا لابنتها أن تطلب رأس يوحنا المعمدان. تأسف هيرودس جدا، ولكن "لأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا" (مرقس ٦: ٢٦). ها هو لب الموضوع – الاهتمام بسمعته ورأي الآخرين به. في قلبه كان يعلم أن هؤلاء الناس على خطأ. لكن من ناحية أخرى، كان يُقدر يوحنا ويعلم أنه على صواب، ولكنه أذعن للخطاة ورفض كرازة يوحنا. لقد تنازل عن الخلاص الأبدي وذهب إلى الجحيم ببساطة لأنه خاف ماذا يفكر به هؤلاء الناس. يا للجنون! بالرغم من أنه قد يضحك ويستهزئ بك العالم كله، بالرغم من أن عائلتك قد توافق أنك أصبحت متعصبا دينيا، بالرغم من أن الكل قد يدعوك أحمق، ماذا يهم – طالما أنك مقبول من الله؟ هو وحده القاضي!
افعل ما يقول لك الله أن تفعله. ثق بيسوع ابنه. ودع عائلتك والعالم كله يرى أنك تركت العالم الشرير وأنك تعطي كل حياتك ليسوع المسيح!
حين تتيقن أن المسيح على صواب وصدق، لن يكون لك سلام أبدا حتى تعطي نفسك بالكامل له. هيرودس المسكين، كم كانت حياته بشعة بعد أن قطع رأس يوحنا! يوحنا طارد وعذب حياته. حين سمع هيرودس عن يسوع، ظن أنه يوحنا، قام من الأموات. يوحنا طارد وعذب أحلامه في الليل! لقد حلم بالطبق يقترب إليه ورأس يوحنا موضوع عليه. حتى إن كنت ترفض الحق، فأنت لا تتخلص منه. سوف يطاردك ويعذبك إلى الأبد. سوف لا يتركك في راحة وسلام. كان هيرودس يحلم بكوابيس عن يوحنا – "آه يا يوحنا، لماذا لم أسمع لك؟ آه يا يوحنا، لماذا ألقيت بنفسي؟ آه يا يوحنا، لماذا خفت كل هذا الخوف مما يظنون عني؟ آه يا يوحنا، كم كنتُ أحمق."
تصور حياة هيرودس بعد أن قطع رأس يوحنا. هكذا تكون حياتك، وأسوأ إن لم تقرر أن تترك العالم وتضع ثقتك بيسوع المسيح، وتعطي ذاتك له. أنا لا أخاف من الاتهام بأني أخيفكم. أنا يقينا أحاول أن أرعبكم. إن كان حب يسوع المسيح الرائع لا يجذبكم فأنا سأفعل كل ما في وسعي كي أرعبكم من أبدية بلا يسوع. الدينونة الأبدية، البؤس الأبدي والعذاب الذي لا يوصف. هذا ما ينتظرك إذا أخفقت في ترك الكل والتمسك بالمسيح من كل القلب. ليت المسيح يخلصك من خطيتك، وهو ينتظر كي يفعل ذلك. تعال إلى المسيح بالإيمان وثق به مهما حدث – وهو سيخلصك. لا يوجد طريق آخر. آمين. جون كاجان، رجاء تعال وقدنا في الصلاة كي يعطي أحد حياته بجملتها ليسوع.
إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.
(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"
هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"على وشك الاقتناع!" (تأليف فيليب ب. بليس، ١٨٣٨ - ١٨٧٦).