إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.
هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.
حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور
هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.
العرق المدمم
|
هذه العظة مؤسسة على عظتين عظيمتين لتشارلس هـ. سبرجن، "الآلام في البستان" (18 أكتوبر 1874) و"جثسيماني" (8 فبراير 1863). سوف أعطيكم ملخصا لهاتين العظتين الفريدتين لأمير الوعاظ. لا يوجد شيء هنا أصلي. أنا بسطت هاتين العظتين للذهن الأقل علما للشخص المعاصر. هذه الأفكار حصدتها من عظات الواعظ العظيم، وأنا أقدمها لك آملا أن تصوير سبرجون للمسيح في جثسيماني سيجذب نفسك ويغير مصيرك الأبدي.
أكل يسوع عشاء الفصح واحتفل بعشاء الرب مع تلاميذه ثم خرج معهم إلى بستان جثسيماني. لماذا اختار جثسيماني ليبدأ آلامه هناك؟ هل لأن خطية آدم دمرتنا في بستان، بستان عدن؛ فآدم الأخير أراد أن يرد نفوسنا في بستان آخر، بستان جثسيماني؟
لقد أتى يسوع كثيرا إلى جثسيماني ليصلي. كان مكانا تردد عليه كثيرا من قبل. أراد يسوع أن يرينا أن خطيتنا غيرت كل ما يخصه إلى الحزن. هذا المكان الذي كان يتمتع فيه أقصى متعة أصبح المكان الذي دُعي فيه أن يتألم أشد ألم.
أو قد يكون اختار جثسيماني لأنه مكان يذكره بأوقات الصلاة الماضية. إنه المكان الذي أجابه منه الله كثيرا. قد يكون شعر بالاحتياج أن يتذكر استجابات الله للصلاة كي تعينه في هذا الوقت العصيب، وهو يدخل في الألم.
غالبا السبب الرئيسي لذهابه إلى جثسيماني هو أنه كان معتادا أن يذهب إلى هناك، وكل الناس كانت تعرف جثسيماني. يقول لنا يوحنا، "وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تلاَمِيذِهِ" (يوحنا 18: 2). ذهب يسوع عن قصد إلى المكان الذي كان يعرف أنهم سيقبضون عليه فيه. لما أتى الوقت لكي يُخان، ذهب "كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْح" (إشعياء 53: 7). لم يختبئ من جنود رئيس الكهنة. لم يكن في احتياج إلى أن يبحثوا عنه مثل لص أو يرسلوا جواسيس لمعرفة مكانه. لقد ذهب يسوع برضاه إلى المكان الذي كان الخائن سيجده فيه بسهولة ويقبض أعداؤه عليه فيه.
والآن ندخل بستان جثسيماني. لقد كان حالك الظلام ومرهب في هذه الليلة. بالتأكيد يمكننا أن نقول مع يعقوب، "مَا أرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ!" (تكوين 28: 17). بالتأمل في جثسيماني، سوف نفكر في ألم المسيح وسأحاول أن أجيب على ثلاثة أسئلة حول حزنه وألمه في البستان.
1. أولا، ماذا كان سبب ألم وعذاب المسيح في جثسيماني؟
يقول لنا الكتاب المقدس إن يسوع كان "رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ" (إشعياء 53: 3)، لكن لم تكن له شخصية كئيبة. كان له سلام عجيب مع نفسه حتى استطاع أن يقول، "سلاَمِي أُعْطِيكُمْ" (يوحنا 14: 27). لا أظنني مخطئا حين أقول إن يسوع كان رجلا هادئا فرحا.
لكن كل هذا تغير في جثسيماني. ذهب سلامه وتحول فرحه إلى حزن. وهو نازل من الجبل في أورشليم ناحية قدرون متجها إلى جثسيماني كان المخَلص يصلي ويتكلم بابتهاج (يوحنا 15- 17).
"قَالَ يَسُوعُ هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتلاَمِيذُهُ" (يوحنا 18: 1).
لم يتكلم يسوع كلمة واحدة طيلة حياته عن الاكتئاب والحزن. لكن الآن وهو داخل البستان، تغير كل هذا. كان يصرخ، "إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْس" (متى 26: 39). طيلة حياته لم ينطق بكلمة حزن أو اكتئاب لكن هنا يتنهد ويعرق دم ويقول، "نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ" (متى 26: 38). ماذا بك يا رب يسوع حتى إنك مضطرب هكذا؟
من الواضح أن هذا الحزن والضيق لم يكن سببهما ألم جسدي. لم يحدث أن اشتكى يسوع أبدا من أي مشكلة صحية. لقد حزن حين مات صديقه لعازر وبالتأكيد شعر بالحزن حين قال أعداؤه إنه سكير واتهموه بأنه يخرج الشياطين بقوة الشيطان، لكنه تعامل مع كل هذا بشجاعة واجتازه سريعا. لكن بيد أن هناك شيئا أقسى من الألم وأشد من التوبيخ وأصعب من الحزن وقد تملك على المخلص الآن وجعله "يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ" (متى 26: 37).
هل تظنه الخوف من الموت أو رهبة الصلب؟ كثيرون استشهدوا بجرأة من أجل إيمانهم. إنه من المهين للمسيح أن نظنه أقل شجاعة منهم. لا يمكن أن نفكر بأن سيدنا أقل من شهدائه الذين تبعوه للموت! أيضا يقول الكتاب المقدس، "الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ..." (عبرانيين 12: 2). لم يقهر أحد ألم الموت مثل يسوع. لا يمكن أن يكون هذا هو سبب ألمه في البستان.
أيضا لا أصدق أن ألم جثسيماني كان بسبب هجمة شديدة من الشيطان. في بداية خدمته، اجتاز يسوع صراعا شديدا مع الشيطان حين كان في البرية. ومع هذا لا نقرأ أن يسوع كان في حزن واكتئاب في البرية. في تجربة البرية لم يكن هناك شيئا مثل عرق الدم في جثسيماني. حين وقف رب الملائكة وجها لوجه مع الشيطان، لم يتفوه بصرخات أو يبكي بدموع أو يسقط على الأرض يصلي إلى الآب. بالمقارنة بجثسيماني كان صراع المسيح مع الشيطان سهلا، لكن ألمه في جثسيماني جرح نفسه حتى قارب الموت.
ماذا كان سبب ألمه هناك إذا؟ هذا حين أحزنه الله من أجلنا. في ذاك الوقت كان لا بد ليسوع أن يأخذ كأسا معينا من يد الآب وكان مرتعبا من هذه الكأس. لذا يمكنك أن تتأكد أن الأمر كان أصعب من الآلام الجسدية لأنه من هذه لم يخف. الأمر كان أسوأ من غضب الناس عليه لأنه لم يتنح عن ذلك قبلا بل واجهه. وكان مخيفا أكثر من التجربة الشيطانية لأنه كان قد غلبها قبلا. كان أمرا رهيبا صعبا بشعا أتى عليه من الله الآب.
هذا يزيل الشك فيما يخص سبب الألم الذي جاز فيه يسوع:
"الرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا" (إشعياء 53: 6).
هو الآن يحمل اللعنة التي كانت لابد أن تقع على الخطاة. لقد وقف وتألم مكان الخاطي. هذا هو سر الآلام التي لا يمكنني أن أصفها بدقة. لا يوجد ذهن بشري بإمكانه أن يدرك هذا الألم.
إن الله، الله وحده
هو الذي يعلم آلامه بالكامل.
("الآلام الرهيبة" تأليف جوزف هارت، 1712- 1768).
حمل الله يحمل خطية البشرية في جسده، وحِمل خطايانا يقع على نفسه.
"الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ" (1بطرس 2: 24).
أنا أؤمن أن كل خطايانا وُضعت عليه "في جسده" في جثسيماني، وأنه احتمل خطايانا على الصليب في اليوم التالي.
هناك في البستان أدرك المسيح ما هي حقيقة أن يكون حامل خطايانا. لقد أصبح كبش الفداء، حاملا خطايا إسرائيل على رأسه، ليؤخذ ويصبح ذبيحة الخطية، ليؤخذ خارج المحلة وتأكله بالكامل نيران الغضب الإلهي. هل ترى الآن لماذا انكمش المسيح أمام هذا؟ لقد كان مرعبا للمسيح أن يقف أمام الله في موقفنا نحن الخطاة كما كان لوثر ليقول، أن يراه الله على أنه جميع الخطاة الذين في العالم. الآن أصبح هو مركز غضب ونقمة الله. هو يحمل في نفسه الدينونة التي كان لا بد أن يحملها الإنسان الخاطي. أن يكون في هذا الوضع كان أمرا مرعبا جدا على المسيح.
أيضا، بدأت عقوبة الخطية تقع عليه وهو في البستان. أولا، الخطية نفسها وقعت عليه، ثم العقوبة على الخطية. لم يكن هذا ألما بسيطا الذي دفع ثمن عدالة الله عن خطية الإنسان. أنا لا أخاف المبالغة فيما اجتازه المسيح واحتمله. انصب كل الجحيم في هذا الكأس الذي شربه.
الويل الذي وقع على روح المخَلص، المحيط الرهيب من العذاب الذي لا يوصف والذي وقع على نفس المخلص في موته الكفاري، مهول بدرجة إني لا أجرؤ الإبحار البعيد فيه، وإلا يتهمني البعض بمحاولة التعبير عما لا يُعَبَّر عنه. لكني أقول هذا، إن الرذاذ الذي رُش على المسيح من خطية الإنسان كان معمودية في العرق المدمم. أن يُعامل مثل خاطئ وأن يعاقب كخاطئ وهو لم يخطئ قط – كان هذا ما تسبب في الألم والعذاب الذي يتكلم عنه النص.
"وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا 22: 44).
والآن نأتي للسؤال التالي.
2. ثانيا، ما معنى عرق المسيح المدمم؟
يقول لنا إليكوت أن حقيقة قطرات العرق المدمم هي "الحقيقة العامة المقبولة" (تشارلس جون إليكوت، تفسير الكتاب المقدس كاملا، الجزء السادس، ص 351). ويستطرد ليشير أن "تعبير ’عرق مدمم‘ هو إشارة إلى أحد أعراض الإجهاد الشديد جدا في كتابات أرسطو" (ذات المرجع). من أيام أغسطينوس إلى يومنا الحالي معظم الشارحين يميلون إلى شرح "كقطرات دم" على أنها دم فعلا. ونحن أيضا نؤمن أن المسيح عرق دما بالفعل. حتى وإن كان هذا ليس شائعا، لكنه مشهود له من آخرين في عصور مختلفة من التاريخ. في كتب الطب القديمة لجالين والبعض الأحدث منه، هناك سجلات عن حالات بعد ضعف شديد عرقوا دما.
لكن حالة المسيح وهو يعرق عرقا مدمما تُعتبر حالة فريدة. هو لم يعرق دما فقط، لكن قطرات أو جلطات كبيرة من الدم، قطرات ثقيلة وهذا لم يُر في حالات أخرى. ظهر دم قليل في عرق بعض المرضى لكن لم يحدث أن كانت قطرات كبيرة من الدم. ومكتوب أن هذه الجلطات لم تبلل ملابسه بل كانت تسقط على الأرض. هنا المسيح يقف وحده في تاريخ الطب. هو بصحة جيدة، رجل في الثالث والثلاثين من العمر. لكن الضغط الذهني الشديد الناتج من حِمل الخطية والشد على كل قوته أجبر جسده أن يتهيج بشكل غير طبيعي حتى خرجت من مسام جسده قطرات كبيرة من الدم واندفقت وسقطت على الأرض. هذا يبين مقدار الخطية الرهيب الذي أتى عليه. لقد سُحق المخلص حتى نزف دما من جلده.
هذا يبين الطبيعة الإرادية لآلام المسيح حيث إنه بلا سكين نزف دما. يقول لنا الأطباء إنه حين يعاني معظم الرجال من رعب شديد جدا، يتدفق الدم إلى القلب. تشحب الوجنتان وتأتي غيبة عن الوعي ويتدفق الدم إلى الداخل. لكن انظر المخلص في آلامه. لقد نسي نفسه لدرجة أن دمه بدلا من أن يتدفق إلى الداخل ليغذيه، يتدفق إلى الخارج ليسقط على الأرض. هذا الانسكاب لدمه على الأرض يصور ملء الخلاص المجاني المقدَّم لك. حين تدفق الدم من جلده أمكنك أن تغتسل من خطاياك مجانا إذ تثق بيسوع.
"وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا 22: 44).
نزل العرق المدمم كنتيجة لحزن نفسه. إن ألم قلبه كان أسوأ أنواع الألم. الحزن والاكتئاب أصعب أنواع الألم. الذين جازوا في اكتئاب شديد يمكنهم أن يؤكدوا لك هذه الحقيقة. في متى نقرأ أنه بدأ "يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ" (متى 26: 37). "يكتئب" – هذا التعبير مليء بالمعاني. إنه يصف ذهنا مشغولا تماما بالحزن حتى لا يوجد به أي فكر آخر. إن مكانه كحامل لخطايانا أخلى ذهنه من أي شيء آخر. لقد كان يُقذف ذهابا وإيابا من أمواج البحر الهائج للتعب الذهني. "وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً" (إشعياء 53: 4). "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ" (إشعياء 53: 11). لقد أخفقه قلبه. لقد امتلأ رعبا وفزعا. لقد كان "مكتئبا جدا." قال العالم توماس جودوين، "إن الكلمة تشير إلى الإخفاق والعجز وغرق الروح، كما يحدث مع الناس في المرض والإغماء." إن مرض أبفرودتس الذي أوشك أن يودي بحياته، سُمي بنفس الاسم. ومن هنا نرى أن نفس المسيح مرضت وغشي عليها. كان عرقه نابعا من الإجهاد الشديد. لكن عرق يسوع المدمم أتى من الموت الداخلي لنفسه تحت حمل خطيتنا. لقد كان في إغماء نفسي رهيب وعانى من الموت الداخلي والذي يصاحبه نزف الدم من كل جسمه. هذا أمر ثقيل جدا.
تخبرنا بشارة مرقس أنه كان "يندهش" (مرقس 14: 33). الكلمة اليونانية تعني أن اندهاشه تسبب في رعب شديد مثل الذي يصيب الناس حين يقشعرون ويرتعش جسدهم. نزول الناموس جعل موسى يرتعد خوفا؛ وهكذا أصيب الرب برعب شديد من منظر الخطية التي وُضعت عليه.
كان المخَلص حزينا ثم مكتئبا وثقيل النفس وأخيرا اندهش. لقد كان يرتعد اندهاشا. حين وصل إلى حَمل خطايانا بالفعل، كان مندهشا تماما ومأخوذا بأن يقف أمام الله مكان الخاطئ. كان مندهشا أن الله ينظر إليه كممثل للخاطئ. كان مندهشا من فكرة أن يُترك من الله. لقد أذهل ذلك طبيعته المقدسة الوديعة الودودة، وكان مندهشا جدا ومكتئبا.
قيل لنا أيضا إنه قال، "نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ" (متى 26: 38). الكلمة اليونانية “perilupos” تعني محاطا بالأحزان. في الألم العادي يوجد دائما ولو ثقبا للخروج، متنفسا أو مكانا للرجاء. دائما نشجع المتألمين أنه كان يمكن أن تكون حالتهم أسوأ. لكن في حالة يسوع لا يوجد شيء أسوأ يمكن ولو حتى تخيُّله، لأن أمكنه القول مع داود، "اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ" (مزمور 116: 3). كل التيارات واللجج سارت فوقه. فوقه وتحته وحوله، في الخارج وفي داخله. الكل كان ألما وعذاب ولم يكن هناك مهربا من الألم والحزن. لم يَفُقْ أي حزن آخر حزن المسيح حتى قال، "’نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً‘ أي محاطة بالحزن من كل جهة، ’حَتَّى الْمَوْتِ‘ – حتى حافة الموت!
هو لم يمت في بستان جثسيماني، ولكنه تألم جدا وكأنه مات. كان ألمه وعذابه قد وصل إلى حافة الموت – ثم توقف.
أنا لا أندهش أن الضغط الرهيب الداخلي الذي عاناه الرب جعله يعرق كقطرات دم. أنا أوضحت هذا بالقدر الذي أستطيعه من موقفي البشري.
إن الله، الله وحده
هو الذي يعلم آلامه بالكامل.
"وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا 22: 44).
3. ثالثا، لماذا جاز المسيح في كل هذا؟
أنا متأكد أن الكثيرون يتحيرون لماذا اضطر المسيح لاجتياز كل هذا العذاب حتى صار عرقه كقطرات دم. قد يقولون، "أنا أعلم أنه اجتاز كل ذلك لكني لا أفهم لماذا اضطر أن يمر بكل هذا." سوف أعطيكم ستة أسباب لماذا اضطر يسوع أن يمر بهذه الخبرة الصعبة في بستان جثسيماني.
1. أولا، لكي يرينا بشريته الحقيقية. لا تظنه إلها فقط، بالرغم من ألوهيته المؤكدة، لكن اشعر به قريبا لك لحم من لحمك وعظم من عظمك. إلى أي مدى يستطيع أن يشعر بك! لقد حمل كل أنواع أحمالك وحزن كل أنواع أحزانك. لا شيء يحدث معك لا يفهمه يسوع، لذلك يستطيع أن يحملك في كل تجاربك. تمسك به كصديق لك. سوف يعطيك عزاء ويعينك في كل مشاكل الحياة.
2. ثانيا، لكي يعطينا مثالا. قال الرسول بطرس، "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ" (1بطرس 2: 21). أنا لا أتفق أبدا مع الوعاظ الذين يقولون لكم إن حياتكم كمؤمنين ستكون سهلة! قال الرسول بولس، "جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ" (2تيموثاوس 3: 12). قال، "فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (2تيموثاوس 2: 3). قال بولس هذه الكلمات لواعظ شاب. الخدمة عمل شاق. معظم الناس لا يستطيعون القيام به. بحسب جورج بارنا من 35 إلى 40 في المائة من كل الرعاة يتركون الخدمة اليوم. إنها من أصعب الدعوات ولا يستطيع إنسان القيام بها إلا إذا كان جنديا للمسيح! ليس فقط الرعاة لكن كل المؤمنين الصالحين يمرون بالألم كي يخدموا الله. يقول الكتاب المقدس، "بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أعمال 14: 22). أظنه د. جون سانج الذي قال، "لا صليب – لا إكليل."
3. ثالثا، خبرته في البستان تبين بشاعة الخطية. أنت خاطئ، لكن يسوع لم يكن خاطئا أبدا. أيها الخاطئ، لا بد أن خطيتك بشعة جدا حتى سببت كل هذا الألم للمسيح. إن نسب خطيتنا له تسبب في أن يصير عرقه كقطرات دم.
4. رابعا، إن وقت تجربته في البستان يبين مقدار حبه لنا. لقد تحمل رعب أن يُحسب كخاطي ويأخذ مكاننا. نحن مديونون له بكل شيء لتحمله الألم بدلا منا، ليدفع ثمن عقوبة خطيتنا. لا بد أن نحبه جدا لأنه أحبنا كل هذا الحب.
5. خامسا، انظر إلى يسوع في البستان واعرف عظمة كفارته. يا لسوادي وقذارتي في نظر الله. أشعر أني لا أستحق إلا أن أُلقى في الجحيم. أنا مذهول أن الله لم يلقني هناك منذ زمن بعيد. لكني أذهب إلى جثسيماني وأنظر تحت أشجار الزيتون وأرى مخلصي. نعم، أراه يتمرغ على الأرض في عذاب شديد وأسمعه يئن. أنظر إلى الأرض من حوله فأجدها حمراء من دمه، ووجهه يتصبب عرقا. أقول له، "مخلصي ماذا بك؟" أسمعه يجيب، "أنا أعاني بسبب خطيتك." ثم أدرك أن الله يمكنه أن يمنح العفو عن خطاياي من خلال ذبيحته من أجلي. تعال إلى يسوع وآمن به. سوف تُغفر خطاياك بدمه.
6. سادسا، فكر في رعب العقاب الذي سيأتي على الذين يرفضون دمه الكفاري. فكر إنك لو رفضته سوف تقف يوما ما أمام إله قدوس وتُدان بسبب خطيتك. سوف أقول لك، بألم في قلبي كما أقول لكم ماذا سيحدث إذا رفضت المخلص، يسوع المسيح. ليس في بستان لكن على سرير سوف يفاجئك الموت. سوف تموت وتُحمل نفسك إلى الدينونة ثم تُرسل إلى الجحيم. دع جثسيماني يحذرك. دع الأنات والدموع والعرق المدمم يحركك كي تتوب عن الخطية وتؤمن بيسوع. تعال إليه. ثق به. لقد قام من الأموات وهو حي، جالس عن يمين الله في السماء. تعال إليه الآن واحصل على المغفرة قبل فوات الأوان. آمين.
إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.
(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"
يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)
هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.
القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: لوقا 22: 39- 44.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"الآلام الرهيبة" (تأليف جوزف هارت، 1712- 1768).
ملخص العظة العرق المدمم THE BLOODY SWEAT بقلم الدكتور ر. ل. هايمرز الإبن "وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا 22: 44). (يوحنا 18: 2؛ إشعياء 53: 7؛ تكوين 28: 17) 1. أولا، ماذا كان سبب ألم وعذاب المسيح في جثسيماني؟ إشعياء 53: 3؛ يوحنا 14: 27؛ 2. ثانيا، ما معنى عرق المسيح المدمم؟ لوقا 22: 44؛ متى 26: 37؛ إشعياء 53: 4، 11؛ 3. ثالثا، لماذا جاز المسيح في كل هذا؟ 1بطرس 2: 21؛ 2تيموثاوس 3: 12؛ 2: 3؛ |