كيف أصبحت الصين قوة عظمى!

تحتفل كنيستنا اليوم برأس السنة الصينية. رأس السنة الصينية أهم عطلة صينية وقد بدأت ألفين سنة قبل المسيح، حين بدأ الإمبراطور هونج تي أول تقويم. مثل التقويم الغربي، السنة الصينية تحتسب كل عام لكنها تختلف في اعتمادها على دورة القمر. التقويم الغربي يعتمد على دوران الأرض حول الشمس. تدور الأرض حول الشمس مرة كل عام وذلك ينتج عنه الفصول الأربعة، الصيف والخريف والشتاء والربيع.

التقويم الصيني يعتمد على دوران القمر حول الأرض. القمر لا يدور حول الأرض اثنتا عشر دورة في السنة تماما ولهذا رأس السنة الصينية تأتي في وقت مختلف كل عام مثل الفصح في الديانة اليهودية، وعيد القيامة في المسيحية. تأتي رأس السنة الصينية في أي وقت بين أواخر يناير ومنتصف فبراير. في هذه السنة نحتفل برأس السنة الصينية غدا في الثامن من فبراير. تقليديا، يظل الاحتفال عدة أيام ويمكن الاحتفال برأس السنة اليوم.

الدورة القمرية الصينية الكاملة تستغرق ستين عاما وتتكون من خمس دورات كل منها 12 عاما. التقويم الصيني يسمي كل 12 سنة على اسم أحد الحيوانات أو الزواحف أو الطيور – الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الثعبان، الفرس، الخروف، القرد، الديك، الكلب والخنزير. هذا العام (2016 م.) هو عام القرد. أشكال احتفال رأس السنة هذه تأتي في بلاد كانت متأثرة بالصين وتشمل كوريا، كمبوديا، فيتنام، منغوليا، تايلاند، إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايوان، والمجتمعات الصينية في كل مكان وحتى في اليابان حتى عام 1873، حين اتخذ اليابانيون التقويم الغربي تقويما لهم.

الصين من الأمم العظيمة في العالم وتعداد سكانها أكثر من أي دولة أخرى – حوالي 1.4 مليار نسمة، أي أكثر من أربعة أضعاف تعداد سكان الولايات المتحدة. أصبحت الصين قوة سياسية واقتصادية وحربية هائلة. مع انحدار أمريكا والغرب، قد تصبح الصين الدولة التي تقود العالم.

النبوات الكتابية ذكرت نهضة روحية عظيمة في الصين. قبل المسيح بسبعمائة عام، قال إشعياء، "هَؤُلاَءِ مِنْ بَعِيدٍ يَأْتُونَ وَهَؤُلاَءِ مِنَ الشِّمَالِ وَمِنَ الْمَغْرِبِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ أَرْضِ سِينِيمَ" (إشعياء 49: 12). تتحقق هذه النبوة مع الانتشار الرهيب للمسيحية في الصين. الأن يوجد أكثر من 130 مليون مسيحي في الصين. "سِينِيمَ" هو الاسم القديم للصين. حدد الدكتور هنري م. موريس سينيم على أنها الصين (الكتاب الدراسي للدفاعيات؛مذكرة عن إشعياء 49: 12). هذه النبوة تتحقق الآن. كل أحد صباحا يذهب عدد من الناس في الصين إلى الكنيسة يفوق عدد الذين يذهبون إلى الكنيسة في أمريكا وكندا وأوربا – مجتمعين! كثير من الشباب الصينيين يأتون إلى كنيستنا. البعض منهم آمن بالمسيح، ونحن نشكر الرب عليهم!

الصين لها تاريخ طويل. الحضارة بدأت في الصين، بالقرب من النهر الأصفر، ألفي سنة قبل الميلاد أثناء حكم زيا. قويت الحضارة الصينية في حكم شانج 1600 سنة قبل الميلاد.

كان هناك ناس يعيشون في الصين بعد طوفان نوح بحوالي مئتي عام. لقد أتى قضاء الله على الجنس البشري أثناء الطوفان العظيم وغطت المياه الأرض. نجا نوح وعائلته فقط في الفلك ثم تراجعت المياه وخرج نوح وعائلته من الفلك. رجاء افتحوا كتبكم المقدسة على تكوين 9: 1. صفحة 16 في الكتاب الدراسي سكوفيلد. قال الله لهم، "اثْمِرُوا واكْثُرُوا وَامْلَأوا الأرْضَ" (تكوين 9: 1).

قد يتساءل البعض، "هل هذا فعلا صحيح؟ هل هذا يتطابق مع تاريخ الصين؟ كيف تكاثر الناس من ثمانية أشخاص إلى ملايين في مئتي أو ثلاثمئة عام – حتى بنوا مدنا في الصين والهند ومصر وأماكن أخرى؟" في هذا الصباح أريد أن أجيب على هذه الأسئلة.

أولا، فكروا فيما حدث قبل الطوفان. منذ أكثر من ستة آلاف سنة قال الله لأبوينا الأولين، "اثْمِرُوا واكْثُرُوا وَامْلَأوا الأرْضَ" (تكوين 1: 28). قال لهم الله أن ينجبوا أولادا ويملأوا الأرض.

ملأ آدم ونسله الأرض وكان الناس في تلك الأيام يعيشون 800 أو 900 سنة. كان المناخ أفضل مما هو عليه الآن وكانت مظلة من بخار الماء تغطي الأرض وتحميها من الإشعاع الآتي من الفضاء. لم يكن هناك مطر. لكن، "كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأرْضِ" (تكوين 2: 6). كان المكان مثل المشتل، مكان لطيف للحياة. ازدهرت النباتات والحيوانات وأيضا الناس. عاشوا 900 سنة أو أكثر. يقول الكتاب المقدس، "فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ ادَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً" (تكوين 5: 5).

لكن آدم أخطأ وأتى بالخطية والموت للجنس البشري. لهذا قتل ابنه البكر قايين أخيه هابيل (تكوين 4: 8). قال الله لقايين، "تَائِها وَهَارِبا تَكُونُ فِي الأرْضِ" (تكوين 4: 16). هرب قايين إلى "أرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ" (تكوين 4: 16). "أرض نود" تعني "أرض التيه." قال د. م. ر. ديهان، "يذكر التقليد أن قايين ذهب إلى الهند والصين وأراضي بعيدة أخرى" (أيام نوح، زندرفان للنشر، 1971، ص 33). بنى قايين مدينة بعيدة جدا عن والديه (انظر تكوين 4: 17).

هرب قايين، مات هابيل، وأنجب آدم وحواء ابنا آخر اسمه شيث (تكوين 4: 25). أنجبوا "بَنِينَ وَبَنَاتٍ" (تكوين 5: 4). في عمره الذي ناهز الـ 930 أنجب آدم الكثيرين. بحسب التقليد اليهودي، أنجب آدم وحواء 56 من الأولاد!

عاش شيث 912 سنة وأنجب "بَنِينَ وَبَنَاتٍ" (تكوين 5: 7، 8). أنوش ابن شيث عاش 905 سنة وأنجب "بَنِينَ وَبَنَاتٍ" (تكوين 5: 10، 11). قينان ابن أنوش عاش 910 سنة وأنجب "بَنِينَ وَبَنَاتٍ" (تكوين 5: 13، 14). يسجل الأصحاح الخامس من سفر التكوين أسماء وأعمار الرجال العظماء الذين عاشوا في ذلك الوقت. معظمهم فاق من العمر التسعمائة عام وكان لهم أولاد كثيرون. ملأ الجنس البشري الأرض.

كان هناك عدة ملايين، بل مليارات من الناس في وقت الطوفان. لقد اضطروا للانتشار في أماكن كبيرة على الأرض. هذا يناسب ظروف الطوفان. لقد غطى الطوفان الأرض كلها لأن الناس كانوا قد ملأوا الأرض كلها!

لقد ملأ الخطاة الأرض. "وَرَأى الرَّبُّ أنَّ شَرَّ الإنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأرْضِ وَأنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أفْكَارِ قَلْبِهِ إنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ" (تكوين 6: 5). "وَفَسَدَتِ الأرْضُ أمَامَ اللهِ وَامْتَلَأتِ الأرْضُ ظُلْما" (تكوين 6: 11).

لقد أتى قضاء الله على الجنس البشري في الطوفان. غطت المياه الأرض حوالي 150 يوما (تكوين 7: 24). نجا نوح وعائلته فقط – 8 أفراد – لقد بقوا أحياء في الفلك. باقي الناس غرقوا وهلكوا في الجحيم. قَلّت مياه الطوفان ورسا الفلك على جبل أراراط، في أرمينيا (تكوين 8: 4). حين خرج نوح وعائلته من الفلك، قال لهم الله، "اثْمِرُوا واكْثُرُوا وَامْلَأوا الأرْضَ" (تكوين 9: 1).

هذه نفس الوصية التي أعطاها الله لآدم وحواء. كانت سهلة وكان الناس يعيشون قرونا – ليس كما كان الحال قبل الطوفان، لأن مظلة البخار كانت تتلاشى. لكن كانت العائلة تنجب 20 أو 30 طفل أو أكثر.

قفوا ورنموا "سبحي يا نفسي ملك السماء."

سبحي يا نفسي ملك السماء وهاتي عطاياكِ عند قدميه؛
   فداك، شفاك، ردك، وغفر خطاياك، من مثله يستحق التسبيح؟
سبحيه! سبحيه! سبحي ملك الدهور.
   ("سبحي يا نفسي ملك السماء،" من مزمور 103؛ تأليف هنري ف. لايت، 1793- 1847).

تفضلوا بالجلوس.

كان الانتشار في العالم كله سهلا. أصبح الجو أكثر برودة بعد الطوفان. لقد أسمى العلماء هذا الزمان "زمان الجليد." كثير من المياه انحبس في أغطية من الثلوج. اندفعت الجبال إلى أعلى، والمحيطات تراجعت. كان العبور من آسيا إلى أمريكا الشمالية سهلا، المياة بين روسيا وألاسكا تراجعت. كان هناك جسر من اليابسة بين روسيا وألاسكا. أشار العلماء إلى أن هناك علاقة بين الهنود الأصليين من ألاسكا وأمريكا الشمالية وبين الناس في الصين.

هناك سبب آخر لسهولة ملء الأرض في مئتين أو ثلاثمائة سنة. كان الناس على علم بجغرافيا العالم. قبل الطوفان عرفوا تصميم الأرض. ذهب جدودهم إلى الهند والصين. كانوا يعلمون إلى أين هم ذاهبون!

ملء الأرض ثانية كان سهلا، لقد استغرق وقتا أطول من المفترض. سوف أشرح لماذا بعد قليل. لكن حين انتشر الناس، ملأوا الكثير من الأرض وملأوها بسرعة! كان أبناء نوح سام وحام ويافث (تكوين 10: 1). سام أصبح جد السامية، أي الناس في الشرق الأوسط. إبراهيم كان من نسل سام. ومن خلال ابنه إسحق، أصبح إبراهيم أبا للشعب اليهودي. ومن خلال ابنه إسماعيل، أصبح إبراهيم أبا للعرب، اليهود والعرب شعوب سامية.

أصبح يافث أبا لأمم أوربا وآسيا. كان جومر من أبنائه وهو أبو أمم كثيرة من غرب أوربا، وله ابن آخر هو ماجوج، أبو روسيا وأوكرانيا. أحد أحفاد يافث، ترشيش، أبو الشعب الأسباني. شعب الصين من نسل يافث.

حام كان أبو الحامويين، شعوب أفريقيا. أحد أبناء حام كان مصرايم (تكوين 10: 6) وهو الاسم العبري لمصر، أول بلد وصل إليها الناس في أفريقيا.

لقد ملأ نسل نوح العالم في وقت قصير. لكن لم يحدث هذا على الفور! في البداية عصوا الله، وكما يذكر العهد الجديد، "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ" (رومية 8: 7). إن طبيعة الإنسان الخاطئ هي التمرد على الله. رفض الناس أن ينتشروا ويملأوا الأرض. ماذا حدث؟

أحد أبناء حام هو كوش وهو أبو نمرود (تكوين 10: 6- 9). كان نمرود متكبرا شريرا. بنى مملكة وكان يحكمها من مدينة بابل في أرض شنعار. أيام الملك نمرود، رفض الناس أن يملأوا الأرض. قالوا، "هَلُمَّ نَبْنِ لانْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجا رَأسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأنْفُسِنَا اسْما لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرْضِ" (تكوين 11: 4). لم يريدوا أن ينتشروا. أرادوا أن يبنوا مدينة وبرجا، مكان للتباهي بقوتهم ومجدهم.

لكن الله حكم عليهم. لقد أوقفهم عن بناء البرج. حتى ذلك الحين كان الكل يتكلمون نفس اللغة. "كَانَتِ الأرْضُ كُلُّهَا لِسَانا وَاحِدا وَلُغَةً وَاحِدَةً" (تكوين 11: 1). وقال الله،

"هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْض. فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا بَابِلَ [كلمة ’بابل‘ معناها’تشويش‘] لأنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ [شوَّش] لِسَانَ كُلِّ الأرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرْضِ" (تكوين 11: 7-9).

لقد بلبل الله ألسنتهم. اسم "بابل" يعني "تشويش." لم يستطع الناس أن يفهموا بعضهم. أصبح كل شخص لا يستطيع الكلام إلا مع المجموعة التي تتكلم لغته، فلم يستطيعوا إتمام البرج. لقد انهار مجتمعهم فانفصلوا عن بعضهم البعض وكل واحد ترك المكان مع الناس الذين أمكنه الكلام معهم – الأقرباء. فملأوا الأرض – حين أُجبروا على ذلك. يقول الكتاب المقدس، في هذه الأيام "قُسِمَتِ الأرْضُ" (تكوين 10: 25).

حدث هذا بعد مئة سنة من الطوفان. لقد كان الجنس البشري شعبا واحدا. ولا يزال! يقول الكتاب المقدس "وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 17: 26). لذا أي رجل يستطيع أن يتزوج أي امرأة وينجب أولادا. كل التنوع البيولوجي للجنس البشري، احتواه نوح وعائلته. لكن بعد برج بابل، انقسم الناس لمجموعات لغوية أصغر. لمئات السنين، تزاوجوا من داخل مجموعاتهم فقط. بعدها بقليل بدأت مجموعات من الناس لا تشابه بعضها ومن هنا أتت الأمم والشعوب والأجناس واللغات المختلفة. البعض ذهب إلى أوربا وتكلموا بلغاتهم هناك. غيرهم اتجهوا إلى أفريقيا والبعض ذهب إلى الصين وتكلموا مع بعض باللغة الصينية.

استغرقت هذه العملية وقتا قصيرا فقط. هذه المجموعات المقسمة بحسب لغاتها انتشرت في العالم كله. نسل يافث ذهب إلى أوربا، والهند والصين وفي النهاية إلى القارة الأمريكية. نسل حام اتجه إلى أفريقيا. ونسل سام ملأ الشرق الأوسط.

أينما ذهبوا كان الناس يتذكرون الطوفان. لهذا كل القبائل حول العالم لديها أساطير عن الطوفان. الأمريكيون الأصليون في الشمال الغربي يتكلمون عن رجلا بنى سفينة. الناس في جزر الفيجي لديهم أسطورة عن الطوفان.

أينما ذهبت كان الناس لديها إيمان بوجود إله واحد. لقد تعلموا هذا من نوح وبنيه. قبائل شمال أمريكا آمنوا بإله أسموه الروح العظيم. في اللغة الهندية الأوربية البدائية، والتي تطورت إلى لغات أوربا والهند، نسمع عن الله الآب في السماء. من الله الآب جاءت الأسماء اليونانية زيوس والمشترى إله الرومان.

آمن المغول بتنجري، إله سماوي عظيم مشتق من الله الآب. الصينيون القدامى آمنوا بإله واحد. كان د. جيمس ليج (1815- 1897) أستاذا في اللغة الصينية والأدب بجامعة أوكسفورد. في كتابه، ديانات الصين (أولاد تشارلز سكربنر للنشر، 1881)، أوضح د. ليج أن الدين الأصلي في الصين كان إيمانا بإله واحد، أسموه تشانج تي (ملك السماء). ألفين سنة قبل المسيح، أي قبل ميلاد كنفوشيوس وبوذا، عبد الصينيون إلها واحدا – الله الأب ملك السماء.

الدين الأصلي في الصين ليس البوذية. بوذا لم يكن صينيا! لقد عاش في الهند. البوذية أتت إلى الصين من الهند. الدين الأصلي في الصين كان توحيديا، الإيمان بإله واحد – شانج تي، ملك السماء. بعدها أتت الخرافات والانحرافات. لكن تشانج تي، ملك السماء كان الإله الأصلي في الصين! "سبحي يا نفسي ملك السماء." قفوا ورنموها!

سبحي يا نفسي ملك السماء وهاتي عطاياكِ عند قدميه؛
   فداك، شفاك، ردك، وغفر خطاياك، من مثله يستحق التسبيح؟
سبحيه! سبحيه! سبحي ملك الدهور.

تفضلوا بالجلوس.

لماذا ابتعد الصينيون عن الإله الحقيقي؟ لأنهم خطاة. جميع الناس في العالم خطاة. كان القدامى في كل أمة خطاة. كانوا في "عداوة مع الله" (رومية 8: 7). لم يريدوا الله. فاخترعوا خرافاتهم وأصنامهم ودياناتهم المزيفة. يقول الكتاب المقدس،

"لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ" (رومية 1: 21- 23).

حدث هذا لكل البشرية. حدث في مصر، وفي بابل، وفي أوربا، وفي الهند وحدث في الصين. هذا هو الأصل الذي خرجت منه الديانات المزيفة. رفض الخطاة الحق وقبلوا جميع أنواع الأكاذيب. فانطفأ النور وزادت الظلمة. ولم يبق للإنسان رجاء.

لقد كان الله هو الذي أخذ المبادرة. لقد نظر الله من السماء إلى مدينة شريرة اسمها أور الكلدانيين. وهناك دعا رجلا اسمه إبراهيم، "اذْهَبْ مِنْ أرْضِكَ ...فَأجْعَلَكَ أمَّةً عَظِيمَةً وَأبَارِكَكَ... وَتَكُونَ بَرَكَةً... وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأرْضِ" (تكوين 12: 1- 3). قال له الله، "عندي لك دعوة." آمن إبراهيم بالإله الحقيقي. أصبح إبراهيم أبا الشعب اليهودي، الشعب المختار من الله على الأرض.

لقد استخدم الله الشعب اليهودي ليعطينا الكتاب المقدس. وأرسل الله ابنه يسوع ليولد من فتاة يهودية اسمها مريم. وهناك في إسرائيل كبر يسوع إلى الرجولة، هناك في إسرائيل مات على الصليب ليدفع ثمن خطيتنا. أعطانا دمه ليغسل خطايانا عنا. قام من الموت ليعطينا حياة. لقد مات يسوع من أجل كل البشر – ليس فقط اليهود بل كل الناس في الصين وفي العالم كله! المسيح هو "كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا... لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً" (1يوحنا 2: 2). المسيحية هي الدين الحق الأوحد لكل البشر. إنها ليست ديانة الأمريكيين." معظم الأمريكيين ليسوا مسيحيين حقيقيين. المسيح ليس لأمة واحدة أو ثقافة واحدة فقط. هناك مسيحيون في كل دولة في العالم، لأن المسيح "مات عن خطايا العالم أيضا" – عن الصينيين والكوريين والأسبان والأفارقة – وعنك أنت! الناس في الصين وفي العالم كله يأتون إلى الإيمان بالمسيح. يقول يسوع لك "تعال إليَّ" (متى 11: 28). تعال إلى يسوع. آمن به.

لا يستطيع الإنسان وحده أن يجد الله. يقول الكتاب المقدس، "أَإِلَى عُمْقِ اللهِ تَتَّصِلُ؟" (أيوب 11: 7). في الواقع، لا أحد يريد أن يجد الله. يقول الكتاب المقدس، "لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ" (رومية 3: 11). إن الله هو الذي يطلب أن يخلصنا نحن الخطاة.

قبل أن يخلق الله العالم، خطط لفداء الإنسان على الأرض. لقد كانت خطة الله أن يرسل ابنه يسوع ليموت عن الخطاة. يتكلم الكتاب المقدس عن يسوع فيقول، مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَم...ِ الْحَمَلِ الَّذِي ذُبِحَ" (رؤيا 13: 8). هذه هي خطة الله لشعبه في كل مكان. مات المسيح عن كل شخص ينال الخلاص.

يقول الكتاب المقدس، "وَلَكِنَّ اللهَ [يُيَيِّنُ] مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). يقول الكتاب المقدس، "فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً [ثمن إرضاء العدالة] لِخَطَايَانَا" (1يوحنا 4: 10). يحبك الله جدا لدرجة أنه أرسل ابنه يسوع ليموت على الصليب ليدفع ثمن خطيتك. يسوع سفك دمه ليطهرك من خطيتك. أنا أصلي أن تؤمن بيسوع قريبا.

قفوا ورنموا ثانية - "سبحي يا نفسي ملك السماء."

سبحي يا نفسي ملك السماء وهاتي عطاياكِ عند قدميه؛
   فداك، شفاك، ردك، وغفر خطاياك، من مثله يستحق التسبيح؟
سبحيه! سبحيه! سبحي ملك الدهور.

آمين.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: رومية 1: 21- 23.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"سيملك يسوع" (تأليف د. إيزاك واتس، 1674- 1748).