إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.
هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.
حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور
هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.
منهج لوثرLUTHER’S TEXT للدكتور ر. ل. هيمرز عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس "لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ’أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا‘" (رومية 1: 16، 17). |
كان الرسول بولس هنا يخاطب المؤمنين في روما. كانت مدينة روما عاصمة العالم في ذلك الوقت. في هذه المدينة العظيمة كانت هناك معابد رخامية، وتماثيل هائلة لآلهة الرومان. لم تكن هناك مبان كنسية. كان المؤمنون طائفة صغيرة محتقرة – ولم تكن المسيحية دينا على الإطلاق. لكن قال بولس بكل جرأة، "لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ."
كيف قال هذا؟ كيف كانت لديه الثقة ليقول هذا؟ "لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ." إنجيل المسيح يتحدث عن موته على الصليب ليدفع ثمن خطايانا، وقيامته من الموت ليعطينا حياة. قال بولس، "أنا لَسْتُ أَسْتَحِي بِذلك أبدا." ولم لا؟ "لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ" الكلمة اليونانية التي تُرجمت "قوة" هي “dunamis” وهي أصل الكلمة الإنجليزية "ديناميت" من اليونانية. توجد قوة في الإنجيل! لقد سماها د. مارفن ر. فنسنت "القوة الإلهية." إنجيل المسيح مليء بالقوة! الإنجيل يحيي النفوس المائتة. النفوس الميتة تأتي إلى الحياة من خلال الإنجيل!
أنتم تأتون إلى الكنيسة هنا والأمور التي تسمعونها عن الله وعن المسيح لا تعني أي شيء بالنسبة إليكم. لكني أكرز لكم بالإنجيل. تقولون، "لماذا يظل يتكلم عن ذلك؟ هو يظل يتكلم ويتكلم عن المسيح على الصليب والمسيح القائم من الأموات. لماذا لا يتكلم عن شيء آخر؟" في الواقع يا صديقي، أنا أعلم أنه لا شيء آخر يستطيع أن يغيرك من خاطي إلى مؤمن حقيقي! أنا لا أستطيع أن أعلمك كيف تصبح مؤمنا! لكن يمكنني أن أكرز لك بالإنجيل. إن كنت واحدا من المختارين، سيأخذ الله إنجيل المسيح ويستخدمه مثل الديناميت – ليفتت أفكارك الخاطئة – ويفتح قلبك للمسيح – ويأتي بنفسك إلى الحياة! حين يتملكك الإنجيل، تأتي إلى الحياة بالروح – تضع ثقتك بالمسيح وتولد ثانية! لا شيء سوى إنجيل المسيح له القوة أن يفعل ذلك! لم يعبر أحد عن ذلك أفضل من تشارلس ويسلي،
هو يكسر قوة الخطية،
هو يطلق الأسير حرا؛
دمه يطهر أسوأ الخطاة؛
دمه فتح الباب لي.
("ليت لي ألف لسان" تأليف تشارلز ويسلي، 1707- 1788).
ثم قال الرسول، "لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ." إن قوة إنجيل المسيح تأتي بالحياة والخلاص لكل من يؤمن. الإنجيل لا يخلص كل الناس. كثيرون يهزأون به. كثيرون يظنون أنه بإمكانهم أن يخلصوا بطريقة أخرى. المسيح يخلص فقط الذين يؤمنون بالإنجيل ويضعون ثقتهم به. هم فقط يختبرون "قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ."
ثم قال الرسول، "لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ." كلمة "فيه" تعود على الإنجيل. في إنجيل المسيح، يُعلن بر الله. أرسل الله ابنه، يسوع المسيح، ليكفر عن خطايانا على الصليب. لن يكون الله بارا إن تجاهل خطايانا. لقد أرسل يسوع لكي يموت على الصليب كبديل لنا ليدفع ثمن العقوبة على خطيتنا. حين تضع ثقتك بيسوع، أنت تلبس ما أسماه لوثر، "البر الدخيل" أنت لا تلبس برك الخاص، الذي تقتنيه بأفعالك "الحسنة." حين تضع ثقتك بيسوع، أنت تلبس بره. هو "بر دخيل" لأنه ليس لك – إنه بر المسيح الذي يخلصك. هو يلبسك بره.
ثم قال الرسول، "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ ’أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا‘" (رومية 1: 17). "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ" هو يقتبس من العهد القديم، من سفر حبقوق. قال حبقوق في سفره، "الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (حبقوق 2: 4). لقد اقتبس بولس هذه الآية من حبقوق ثلاث مرات في العهد الجديد – رومية 1: 17، غلاطية 3: 11 – وعبرانيين 10: 38. في كل مرة يقول، "أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا." هذا هو النص الذي استخدمه الرب كي يفتح عيني مارتن لوثر. هذا هو النص الذي غيَّر العالم وأتى بالنهضة الكبيرة التي تسمى "الإصلاح." هذا ما قاله د. ماكجي عن هذه الكلمات "أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا،"
التبرير بالإيمان يعني أن الخاطي الذي يضع ثقته بالمسيح لا يُغفر له فقط لأن المسيح مات بل يقف أمام الله كاملا في المسيح. وهذا لا يعني حذف الخطية فحسب ولكن إضافة البر. المسيح "أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رومية 4: 25) – كي نقف كاملين أمام الله في المسيح (ج. فرنون ماكجي، دكتوراه في اللاهوت، عبر الكتاب المقدس، الجزء الرابع، ص 651؛ مذكرة عن رومية 1: 17).
قد تقول، "هذه أمور كثيرة يجب أن نتذكرها!" نعم، ولكن كل هذا بدا جليا في حياة مارتن لوثر. لقد عاش من 1483 حتى 1546. لوثر ضمن فئة من الناس فيها قليلون. هو مثل بولس، وكولمبس وماجلان وإديسون وأينشتين – رجل غيَّر العالم ومسار تاريخ البشرية، لكن احتياجه للخلاص لا يختلف عن احتياجك.
يسمي الكُتَّاب المعاصرون لوثر رجل "من القرون الوسطى." هم ناقدون لإيمانه بالملائكة والأرواح الشريرة والشيطان. يظنون أن نظرته للجنس البشري حبيسا في معركة بين الله والشيطان مبالغ فيها. ينتقدون خوفه من غضب الله وحزنه الشديد على خطيته. بالنسبة لي، هذا يكشف حقيقة هؤلاء الكُتَّاب ذاتهم أكثر مما حقيقة لوثر. هذا يبين أن هؤلاء الكُتَّاب "الإنجيليين الجدد" لا يؤمنون بالملائكة ولا الأرواح الشريرة ولا الشيطان! هذا يبين أنهم لا يؤمنون بما يعلمه الكتاب المقدس عن الصراع بين الخير والشر! وبالأخص يبين أن هؤلاء "الإنجيليين الجدد" ليس لديهم خوف الله ولا التبكيت على الخطية! لوثر يظهر كمؤمن طبيعي جدا! الإنجيليين المعاصرين الجدد الذين ينتقدونه يبدون كخطاة مُعَلمنين – وليسوا مؤمنين بالمرة! ليعيننا الله!
أنا أجد كل كتابات لوثر في رسالة العبرانيين، تقريبا بدون استثناء سليمة صحيحة. لقد أدهشني أنه أيضا على صواب فيما يخص اليهود. لقد قال، "من هذا النص نستنتج أن اليهود في نهاية العالم سوف يتحولون إلى الإيمان بالمسيح... اليهود الذين هم الآن ساقطون، سوف يتغيرون وينالون الخلاص، بعد الأمم بحسب اكتمال المختارين. لن يظلوا في الخارج إلى الأبد، لكن في زمانهم سوف يتغيرون" (تفسير لوثر للعبرانيين، منشورات كريجل، طبعة 1976، ص 161، 162؛ مذكرة عن رومية 11: 25- 36).
هذا يبدو قريبا جدا لما يعلمه الكتاب المقدس. أنا أعلم أنه بعد ذلك قال شيئا قاسيا، حين كان عجوزا مريضا، لكن لا بد أن نغفر له. كانت آراؤه تأثرت بالنظرية الكاثوليكية لـ "لاهوت الاستبدال،" الإيمان بأن الكنيسة حلت محل إسرائيل – تعليم خاطئ يتبناه اليوم كثير من الكالفينيين وغيرهم. ليرحمنا الله! الله لا يزال في عهد أرضي مع إسرائيل والشعب اليهودي، كما هو مذكور بوضوح في رومية 11: 25- 27.
كان أبو لوثر يعمل في منجم، وكان يريده أن يصبح محاميا. وبدأ لوثر بالدراسة في هذا الاتجاه ولكن في يوم من الأيام، كان يتمشى في عاصفة رعدية. نزل البرق بالقرب جدا منه، فوقع على الأرض وصرخ، "يا قديسة آن أعينيني. سوف أصبح راهبا!" كان هذا يعني أن يلتحق بدير وينعزل عن العالم. لكن انخراطه العميق في العمل الديني لم يساعده في أن يجد السلام مع الله. الكُتَّاب المعاصرين "الإنجيليين الجدد" يميلون إلى القول أن خوفه لله خطأ و"من العصور الوسطى." يا للخطأ الجسيم! كان خوف لوثر لله سليم تماما. يتكلم الكتاب المقدس عن الخطاة ويقول "لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ" (رومية 3: 18). قال لوثر، "بالطبيعة نحن خطاة وبلا خوف الله. لذا، يجب أن نتضع بشدة أمام الله ونعترف بفسادنا وجهلنا" (لوثر، ذات المرجع، ص 74؛ مذكرة عن رومية 3: 18). إنها نعمة الله التي توقظ الخاطي كي يدرك حالته الهالكة. كما عبَّر جون نيوتن (1725- 1807)، "إنها النعمة التي علمت قلبي أن يخاف" ("النعمة الغنية"). إن غياب خوف الله علامة على الإلحاد بالفعل.
كان لوثر مدركا تماما لخطيته. لقد سماها بوبأ قلبه. لم يستطع أن يفعل شيئا يرفع عنه الإحساس بالذنب. حين كان يدرس الكتاب المقدس، كان يفكر في كلمات معلمه يوهان ستوبيتز، الذي قال له، "انظر إلى جراح المخلِّص الحبيب." هناك في غرفة الدراسة، رأى صليب المسيح. رأى كيف أن غضب ومحبة الله التقيا في المسيح على الصليب. كتب لوثر لأمه يقول،
ليلا ونهارا فكرت حتى رأيت الصلة بين عدل الله وعبارة، "البار بالإيمان يحيا." ثم أدركت أن عدل الله هو البر الذي من خلال نعمة الله ورحمته. فقط يبررنا الله بالإيمان [بالمسيح]. منذ ذلك الوقت، شعرت أني وُلدت من جديد وأني مررت خلال الأبواب المفتوحة للفردوس. بدا للكتاب المقدس معنىً جديدًا بالنسبة لي (رولاند هـ. بينتون، أقف مكاني هنا، منشورات المرشد، 1977، ص 49).
منذ ذلك الوقت، أصبح منهج لوثر في اللاهوت يُدعى "لاهوت الصليب." لقد قال، "الصليب وحده هو إيماننا." إن كنت لتخلص من خطيتك، لا بد أن يكون ذلك من خلال الإيمان بالمسيح المصلوب! المسيح على الصليب! لا يوجد طريق آخر للمثول أمام الله القدوس.
هناك في غرفة الدراسة، رأى لوثر أن بر الله في هذا النص لا يشير إلى صفة من صفات الله – إنه بر يمنحه لنا الله، وهو يعطيه لنا من خلال الإيمان بيسوع. "الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رومية 1: 17). قال د. لويد جونز، "إيماننا لا يبررنا. إنه بر يسوع المسيح الذي يبرر – لا شيء سواه!... الرب يحفظنا من أن نحول الإيمان إلى أعمال، ونحاول أن نبرر أنفسنا بإيماننا. إنه بر [المسيح] الذي يبررنا، وهو يأتي لنا عن طريق الإيمان. الإيمان هو... القناة التي يُعطى لي من خلالها بر المسيح..." (مارتن لويد جونز، ماجستير في اللاهوت، رومية – شرح الأصحاح الأول، إنجيل الله، لواء الحق، طبعة 1985، ص 307).
حين قرأ لوثر هذه الكلمات، "الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا"، قال، "هذا التعبير الذي استخدمه بولس أصبح لي... بابا للجنة." قال د. لويد جونز، "يا له من إعلان! يا له من تغيير! من راهب بائس تعيس يعد حبيبات مسبحته ويصوم ويعرق ويصلي، ومع هذا شعوره بالفشل يتزايد، إلى أن دقت أجراس الإصلاح! إلى الكارز المجيد بالإنجيل، متهللا بـ ’حرية مجد أولاد الله‘!" (لويد جونز، ذات المرجع، ص 309). وبتعبير الكلمات التي رنمها الأخ جريفين منذ دقائق قليلة، من تأليف كونت زنزندورف،
يسوع، دمك وبرك
هما جمالي ولباسي البهي؛
في عالم يحترق
سوف أرفع رأسي بفرح.
("يسوع، دمك وبرك" تأليف كونت نيكولاوس فون زنزندورف، 1700- 1760).
أو كما عبَّر إدوارد مُوت،
رجاء قلبي راسخ
أساسه بر المسيح...
وليس شيء غيره،
قلبي إليه يستريح.
عليك يا صخر الأزل؛
ألقي رجائي والأمل،
ألقي رجائي والأمل.
("الصخر الراسخ"، تأليف إدوارد مُوت، 1797- 1874).
أنا أسألكم في هذه الليلة أن تضعوا ثقتكم في يسوع، "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29). في اللحظة التي تضع ثقتك فيها بيسوع، تخلص وتتبرر وتصير آمنا إلى الأبد. أنا أرجو أن تضع ثقتك بيسوع الليلة. مثل لوثر، "ستولد ثانية وتذهب من الأبواب المفتوحة إلى السماء." وكما قال يوهان ستوبيتز للوثر، "انظر إلى جراح المخلص الحبيب."
"الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رومية 1: 17).
د. تشان، رجاء صل أن يضع شخص ثقته بيسوع ويخلص! آمين.
(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".
يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)
هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.
القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: رومية 1: 15- 17.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"يسوع، دمك وبرك"
(تأليف كونت نيكولاوس فون زنزندورف، 1700- 1760؛
ترجمة جون ويسلي، 1703- 1791).
|