إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.
هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.
حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور
هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.
الإنسان الجسدي والمؤمن الحقيقي THE CARNAL MAN AND THE REAL CHRISTIAN للدكتور ر. ل. هيمرز عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس "فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ" (رومية 8 : 5-9).
|
هذه الآيات تقارن المهتمين بالجسد بالمهتمين بالروح. انظروا آية 6.
"لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رومية 8 : 6).
لا بد أن نتوقف هنا وندرك أن المهتمين بالجسد ليسوا مؤمنين. كلمة "جسد" هنا ترجمة دقيقة للكلمة اليونانية "ساركس". أن تكون مهتما بالجسد يعني أن تكون تحت تحكم الجسد. لاحظ أن بولس قال، "اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ" ولهذا، فالفكرة الحديثة بأن هناك مؤمنين جسديين فكرة خاطئة تماما. قال د. جيمس منتجمري بويس، "بولس هنا يتكلم عن الفرق بين المؤمنين وغير المؤمنين. أي أنه يتكلم عن نوعين من الناس لا ثلاثة. بالتحديد هو لا يتكلم عن كيف يجب على "المؤمن الجسدي" أن يتخطى الحالة المتدنية لتبعيته للمسيح ويصبح أكثر جدية كتلميذ للرب" (جيمس منتجمري بويس، دكتوراه، جيمس منتجمري بويس رومية، الجزء الثاني، بيكر للنشر، طبعة 2008، ص 807).
أيضا أوضح د. مارتن لويد جونز أن بولس لا يتكلم عن نوعين من المؤمنين في هاتين الآيتين. لقد قال، "إنه تفسير خاطئ أن نقول إن ’الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَد‘’هم مؤمنون جسديون‘... مستحيل أن يكونوا مؤمنين على الإطلاق" (د. مارتن لويد جونز، ماجستير، رومية: شرح الإصحاح 8: 5- 17، لواء الحق للنشر، طبعة 2002، ص 3).
أنا مقتنع بأن فكرة النوعين من المؤمنين (واحد جسدي والآخر روحي) أتت كنتيجة مباشرة للـ "قرارية"، فالقراريون يشرحون ذلك بأن يقولوا إنهم "مؤمنون جسديون" وإننا لا بد أن نقوم نحوهم "بالمتابعة والتعليم" كي يصبحوا مؤمنين روحيين. الحقيقة إن كل ذلك تعليم غاش، وقد أضر بكنائسنا ضررا شديدا. الذي يُدعى "مؤمنا جسديا" ليس مؤمنا على الإطلاق – بأي معنى للكلمة! لدينا مدمنون على المخدرات يدعون إنهم "مؤمنون جسديون". في إحدى الكنائس التي ذهبت إليها أثناء عطلة سمعت امرأة تقول إنها عاهرة تمارس الدعارة بينما هي "مؤمنة" – كانت "مؤمنة جسدية" في ذلك الحين. والآن عادت إلى الكنيسة وأعادت عهودها السابقة وأصبحت مؤمنة "روحية". كانت والدتي معي في هذه الخدمة. وبالرغم أن والدتي لم تكن مؤمنة لوقت طويل إلا أنها استشعرت خطورة هذا التعليم الخاطئ. قالت، "آه يا روبرت، لا بد ألا يتركوها تتكلم هكذا أمام كل هؤلاء الشباب لأنهم سيفكرون أن بإمكانهم أن يكونوا مؤمنين ويعملوا هذه الأمور البشعة". أتذكر أني فكرت أن أمي وهي مؤمنة لشهور قليلة فقط كان لديها إدراك وحسن تقدير أكثر مما لدى راعي تلك الكنيسة! حين انتهت العاهرة "المؤمنة" من حديثها، قال الراعي، "ألم يكن هذا رائعا؟" وهتف كثير من الحضور، "آمين". لا عجب أن الكثير من كنائسنا في هذه الحالة المؤسفة! لا يوجد سوى نوعان من الناس في هذا المقطع الكتابي، "الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ" وهم خطاة، و"الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ" وهم مؤمنون! كنت أتمنى أن وعاظنا يقرأون شروحات د. بويس ود. مارتن لويد جونز! كانت سوف توضح الأمر بالنسبة للتعليم الغاش عن "نوعين من المؤمنين". أيضا حين يأتي أحد هؤلاء المدعوين "مؤمن جسدي" ويعيدون تكريس حياتهم، هذا يؤكد ضياعهم – لأن الخلاص لا يأتي بـ"إعادة التكريس". "يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 7). هناك عشرات الآلاف من المعمدانيين غير المؤمنين وغيرهم في هذه الحالة البائسة. كثيرا ما يفسرون مثل الابن الضال قائلين إنه كان "مؤمنا جسديا" "أعاد تكريس" حياته؟ لكن أبو الابن الضال ذاته قال عنه إنه "كَانَ ضَالاًّ" (لوقا 15: 24). إن الابن الضال هو صورة لشخص ضال يقبل الخلاص لا شخص يعيد تكريس حياته! الآن ركزوا على عدد 6. لنقف ونقرأ هذه الآية بصوت مرتفع.
"لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رومية 8 : 6).
تفضلوا بالجلوس. الآية تصف نوعين من الناس بوضوح. رومية 8: 6 توضح هذا. أنت إما مهتم بالجسد وضال إما مهتم بالروح ومخَلَّص. سوف نتكلم عن الاثنين.
1. أولا، المهتمون بالجسد
الاهتمام بالجسد معناه أن يكون تركيز ذهن الشخص على "الجسد". الشخص الذي يركز ذهنه على الجسد هو في وضع جد خطير.
من هم؟ يقول عدد 5، "ً"فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ..." تقول ترجمة الملك جيمس الجديدة "إن الذين يحيون بحسب الجسد يركزون أذهانهم في أمور الجسد..." هذا ما يركزون أذهانهم عليه – "أمور الجسد". الآيات في 1 يوحنا 2: 15- 16 ترسم صورة عن معنى تركيز الذهن على "أمور الجسد". تقول الآيات،
"لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ" (1 يوحنا 2: 15-16).
شهوة الجسد، شهوة العيون، تعظم المعيشة، هذه هي الأمور التي يركز عليها المهتمون بالجسد. أسمى يوحنا بنيان الناس الذين يركزون على هذه الأمور "المهتمين بالدنيا". هذا اسم آخر للمهتمين بالجسد. شرح د. لويد جونز معنى الاهتمام بالجسد فقال،
إنه يعني الوقتي فقط؛ إنه لا يمت بصلة للأبدي. مرجعيته هي فيما للحياة في هذه الدنيا فقط، للحياة المرتبطة بالجسد والصفات والخصائص المتنوعة للاهتمامات الجسدية... يتضمن الاهتمام بالأمور الجسدية الاهتمامات السياسية من دون الله، والاهتمامات الاجتماعية من دون الله، والاهتمامات الثقافية من دون الله. هذا ما يعنيه هذا التعبير. كان في ذهن بولس تطلعات الإنسان العليا، فلسفته وفنه وثقافته وموسيقاه والتي لا تتخطى الجسد. الله خارج هذا كله بالكامل، هو مُستثنى منها... قد يكتبون كتابة بليغة عن المدينة الفاضلة، قد ينتجون أعمالا إبداعية في الفن أو الأدب أو الموسيقى؛ لكن لا حياة في ذلك، لا وجود لله فيه ولا روح فيه. كله "بِمَا لِلْجَسَدِ" (لويد جونز، ذات المرجع، ص 6).
الشباب المهتمون بموسيقى الراب يهتمون بما للجسد. والذين يهتمون بالملابس الخليعة يهتمون بما للجسد. المهتمون بالألعاب الإلكترونية العنيفة يهتمون بما للجسد. المؤمن المهتم بما للروح لا يمكن أن يضيع الساعات في هذا العبث! إن كنت تفعل هذا فلا عجب أنك لم تخلص! هذا يتضمن الألعاب اليابانية الشيطانية مثل أنيم و مشاهدة المناظر الإباحية أيضا. الذين يهتمون بهذه الأمور يهتمون بما للجسد. الذين يحبون الغزل والتحرش وأشياء أخرى من هذا القبيل يهتمون بما للجسد. الذين لا يقرأون الكتاب المقدس ولا يصلون يهتمون بما للجسد أيضا!
الآن انتبهوا للخطر الشديد في الاهتمام بالجسد. في عدد 6 "اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ" موت! هذا ما تحصل عليه بسبب الاهتمام بالجسد. قال د. لويد جونز إنه كان لا بد أن تُتَرجم "أن يكون لك ذهن جسدي هو موت" (ذات المرجع، ص 7). بولس قال أيضا إن الذين يهتمون بالجسد غير مؤمنين. الآن يأخذنا خطوة أبعد ليقول إن الذين يهتمون بما للدنيا أموات. الذين يركزون أذهانهم على الأمور الدنيوية أموات! فالقول بأن "اهتمام الجسد هو موت" يعنى أن الجسديين في حالة من الموت الروحي. في أفسس 2: 1، يتكلم عنهم على إنهم "أَمْوَاتٌ بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا". وفي أفسس 2: 5، يقول إنهم "أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا". أناس مثل هؤلاء لا يستطيعون أن يفهموا كيف يخلصون،
"وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً" (1 كورنثوس 2 : 14).
قد تعظ وتعلم إلى آخر نفس في عمرك ولكنهم لا يفهمون أبسط حقائق الإنجيل. لماذا؟ لأنه "يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً" والشخص الجسدي الميت في الخطية لا يستطيع أن يفهم حتى هذه الحقائق البسيطة! "لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً" – هو لديه ذهن جسدي ولا يستطيع أن يستقبل هذه الحقائق! لهذا السبب قد نكرر ونكرر الإنجيل، لكن ذوي الأذهان الدنيوية لا يمكنهم أن يلتقطوها! أنا رأيت البعض يترددون على غرفة المشورة لشهور طويلة دون أن يخلصوا. لماذا؟ "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ" (رومية 8: 6).
هنا يوضح د. لويد جونز الأمر. كثير منكم شاهد الفيلم النعمة المذهلة حين عرضناه هنا في الكنيسة. حكى الفيلم قصة ويليام ويلبرفورس (1759- 1833) والذي قاد القضاء على الرق في بريطانيا العظمى. ويليام پيت الأصغر (1759- 1806) كان رئيس الوزراء. كانا صديقين مقربين لكن ويلبرفورس كان مؤمنا مجددا بينما ويليام پيت كان مواظبا على الكنيسة فقط دون اهتمام بأن يصبح مؤمنا. كان ويلبرفورس مهتما جدا بنفس رئيس الوزراء الشاب الهالكة. أقنع ويلبرفورس پيت أن يذهب معه ليسمعا كارزا يُدعى ريتشارد سيسيل. أخيرا وافق پيت على الذهاب مع ويلبرفورس ليسمع الواعظ. وعظ سيسيل بقوة حتى أن ويلبرفورس شعر بأنه ارتفع إلى السماء بسبب العظة. بعدها قال پيت- رئيس الوزراء له، "أتعرف يا ويلبرفورس، أنا ليس لدي أي فكرة عما كان يتكلم عنه هذا الرجل. كان ويلبرفورس يتهلل فرحا بسبب العظة أما پيت فكان قد مل منها. لم يستطع أن يفهمها. قال د. لويد جونز، "كان ريتشارد سيسيل وكأنه يعظ لرجل ميت. الأموات لا يُقَدرون هذه الأمور، ولا ويليام پيت وقد اعترف بذلك... هناك بعض الناس يأتون إلى مكان العبادة ويسمعون أشياء تفرح قلوب المؤمنين ولكنهم لا يرون فيها أي شيء... هذا لأنهم ليسوا أحياء فيما يخص الأمور الروحية. إنهم أموات، أموات تجاه الله، أموات تجاه الرب يسوع المسيح، أموات تجاه العالم الروحي وكل الحقائق الروحية، أموات تجاه أنفسهم وأرواحهم وأمورهم الأبدية. لا يفكرون بهذه الأمور أبدا. هذه هي المشكلة. هذا ما يقوله الرسول بولس عنهم. هذا الاهتمام بما للجسد يفصلهم بعيدا عن حياة الله... إن ماتوا في هذه الحالة فسيظلون طيلة الأبدية منفصلين عن حياة الله. لا يمكن أن نفكر في شيء أبشع من ذلك. هذا هو معنى الموت الروحي" (لويد جونز، ذات المرجع، ص 10- 11).
"لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رومية 8 : 6).
2. ثانيا، المهتمون بالروح
لا بد أن نتخلص من فكرة أن الأمر يتعلق بمؤمنين "جسديين". الرسول هنا يقارن غير المؤمن بالمؤمن الحقيقي. هذا ما يتكلم عنه بولس في هذه الآيات. "لَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رومية 8: 6ب). ثم يقول بولس،
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ" (رومية 8 :9)
إن كان إنسان ليس لديه الروح القدس في داخله، هذا الإنسان ليس مؤمنا. الفرق هنا هو بين الذين هم "في الجسد" والذين هم "في الروح" أي بين الهالكين والمخَلصين.
حين تتغير، أنت لا تستمر "في الجسد". في التجديد تتحول فتصبح "في الروح". في تلك اللحظة أنت تولد ثانية. ورومية 8: 9 تنتهي بهذه الكلمات، "وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ" إن كان أحد ليس له روح المسيح، هو لا ينتمي إلى المسيح.
يجب ألا تنشغل بكيف يحدث هذا. في اللحظة التي فيها تتوب وتثق بالمسيح، "روح المسيح" أي الروح القدس يدخل في قلبك ويوحدك مع الرب يسوع المسيح. لذلك من الحمق أن تسأل، "كيف آتي إلى المسيح؟" الأمر ليس شيئا أنت تفعله على الإطلاق. الروح القدس يبكتك على الخطية، وحين يحدث ذلك، أنت تنفر من الطريقة القديمة التي كنت عليها "مهتما بالجسد". أنت تنزعج من الطريقة التي كنت تحيا بها وتفكر بها بالجسد. حين تضع ثقتك بالمسيح، الروح القدس يوحدك به. أسمع البعض يقولون، "أنا لا أعرف ما حدث ولكن الأمر يبدو واضحا جدا. الآن أنا أؤمن بيسوع!" حدث هذا حين وحدك الروح القدس بيسوع. إنه لقاء إلهي بشري بالمسيح المقام! فقط الروح القدس يستطيع أن يعمل ذلك معك.
لقد قاوم د. كاجان المسيح لمدة عامين. وأخيرا، في ليلة قال، "يسوع أصبح متاحا لي، في ثوان معدودة، عبرت إليه" في تلك اللحظة خلص. أما لقائي مع المسيح فكان في نهاية عظة في جامعة بيولا في سبتمبر عام 1961. كل ما أستطيع أن أقوله هو أن يسوع كان هناك وأنا آمنت به. هذا هو ما حدث! الآن أنا أعلم أن الروح القدس عمل هذا معي ولي. لكن في هذه اللحظة أنا ببساطة تقابلت مع المسيح الحي. ثم أصبحت كل مزاياه لي. لقد طهر دمه خطاياي! أعطاني حياة أبدية! أنا وُلدت ثانية!
يجب ألا نتطرق إلى تفاصيل أكثر، وإلا ستحاولون محاكاة د. كاجان وأنا. لا تفعلوا ذلك! ببساطة، انظروا إلى حياتكم الميتة الجسدية. انفروا منها وتحولوا عن حياتكم الجسدية إلى يسوع. سوف يخلصكم. سوف يغفر خطاياكم. سوف يعطيكم حياة أبدية. سوف تولدون ثانية!
كتب أحد شبابنا مذكرة لي وقال فيها، "صل كي يرى أخي أن العالم ليس لديه شيء ليعطيه له." هذه نقطة بداية الحوار، أن ترى أن العالم ليس لديه شيء يعطيه لك. هذه نقطة البداية، أن تشعر أن "اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ" ثم تتحول إلى يسوع وتعرف أن "اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رومية 8: 6).
كنت أود أن يكون لدي اختبار أبْلغ من هذا، لكن قد يكون الأفضل أن ليس لدي. أظن أن كالفن لم يشهد عن إيمانه بسبب الخوف من أن يحاكيه أحد. أنا لا أستطيع أن أقول شهادتي بطريقة أبلغ من سبرجون. لكني شعرت بما شعر به حين خلصني يسوع من خطيتي. قال سبرجون وهو في الخامسة عشر من عمره،
لم يكن شيء حقيقي بالنسبة لي كما كانت هاتان اليدان الداميتان وهذا الرأس المتوج بإكليل الشوك. كل شيء فقد بريقه يوم ظهر لي، البيت والأصدقاء والصحة والغنى، والمتع... أصبح هو الرب الوحيد معطي أفضل أفراح الحياة، البئر الأوحد الممتلئ بالماء الحي المؤدي للحياة الأبدية. حين رأيت يسوع على الصليب أمامي، وحين تأملت آلامه وموته، رأيته بذهني ينظر إليَّ نظرة مليئة بالحب، ثم نظرت إليه وصرخت -
يسوع، حبيب نفسي،
دعني أطير إلى حضنك.
قال لي، "تعال" فطِرتُ إليه؛ وحين أطلقني ثانية، لم أجد أحمالي. لقد اختفت! هناك في القبر رقدت... "وجدته" أنا الولد وجدت رب المجد؛ أنا عبد الخطية وجدت المحرر العظيم؛ أنا ابن الظلمة، وجدت مخلصي وإلهي (ت. هـ. سبرجون، التحول: التغيير العظيم، Pilgrim Publications، ص 22)
كم نصلي أن تختبر قليل من الفرح الذي اختبره سبرجون وهو بعد في سن المراهقة في ذلك الصباح من يناير 1850! في أقل من خمس سنوات، هذا "الواعظ الصبي" كان يعظ للآلاف في لندن! نصلي كي تؤمن بيسوع في هذه الليلة. يسوع هو هو كما كان حينئذ. إن آمنت به سيغفر كل خطاياك ويطهرك بدمه الثمين. آمين.
هل تريد أن تتحدث معنا بشأن الخلاص كي تصبح مؤمنا حقيقيا؟ اترك مقعدك الآن واتجه إلى مؤخر القاعة. سيصطحبك د. كاجان إلى مكان هادئ للصلاة. د.تشان، رجاء تعال صل من أجل الذين تجاوبوا. آمين.
(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".
يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)
القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: رومية 8: 5- 9.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"يا لبؤس كذب الطبيعة الخاطئة" (تأليف آن ستيل، 1717- 1778).
ملخص العظة الإنسان الجسدي والمؤمن الحقيقي THE CARNAL MAN AND THE REAL CHRISTIAN للدكتور ر. ل. هيمرز "فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ" (رومية 8 : 5-9). (يوحنا 3: 7؛ لوقا 15: 24؛ رومية 8: 6) 1. أولا، المهتمون بالجسد، 1يوحنا 2: 15- 16؛ أفسس 2: 1، 5؛ 1كورنثوس 2: 14؛ رومية 8: 6؛ يوحنا 3: 7. 2. ثانيا، المهتمون بالروح، رومية 8: 6، 9. |